تعرضت الكرة المصرية في الفترة الأخيرة لهزات عنيفة بدأت بإخفاق المنتخب القومي بلوغ نهائيات كأس العالم “قطر22” وهو الذي يملك حاليا أفضل لاعب في القارة السمراء والذي يرسم على أرض أوروبا عموما ومهد كرة القدم إنجلترا خصوصا محمد صلاح أفضل الصور لبلاد الكنانة والعرب بأدائه الراقي وأخلاقه النبيلة، إلى ذلك خسارة الأهلي كأس السوبر الأفريقي أمام الرجاء المغربي فكانت ردات الفعل السريعة إقصاء البرتغالي “كيروش” عن قمة هرم الكرة المصرية، ليتبعه الجنوب أفريقيا “موسيماني” من على رأس الدفة الفنية لفريق الأهلي الذي لم يكن من الأندية المتعجلة في قراراتها الفنية على عكس كثير من الأندية العربية التي تتعامل مع الفوز والخسارة كعرض وطلب في السوق، لكنه يبدو أن القائمين على أمر النادي العريق قد أخطارا في الحسابات عندما انشغلوا قبل النهائي بمكان إقامة المباراة على حساب التهيئة الفنية والنفسية للفريق لخوض المباراة أمام الرجاء الذي كان يلعب على أرضه وبين جماهير وله حسابات سابقة مع الاهلي فخسر الاخير النهائي قبل ان تنطلق المباراة ذهنيا فظهر الفريق على ارض الواقع بمستوى فني متواضع لم يكن يؤهله لتعزيز رصيده من الانجازات القارية بواحد اخر، وكنت اتمنى على الاهلاويين ان يتعاملون مع الخسارة بالأسلوب الذي تعاملت به إدارة وجماهير ليفربول الانجليزي مع فريقها عقب خسارة دوري الابطال بما لقيه الفريق الاحمر من استقبال مهيب فاق استقباله عندما كسب البطولة في المرات السابقة، وجددت الثقة في الالماني كلوب ليواصل مسيرة البناء التي تحتاج زمن اطول، وفرصا متعددة ولا سيما في عالم كرة القدم التي تواجه فيها المجهول على الدوام قبل الخصوم، فقد يحرمك خطأ فردي من بطولة عملت من اجلها اعواما، وهنا يكمن السر في عشق الساحرة.
فإقالة “موسيماني” الذي حقق للفريق 4 ألقاب في غضون ثلاث سنوات، وبلغ بالفريق نهائيات مونديال الأندية، ومن قبله إقالة كيروش من المنتخب ليست هي الحل لمعالجة حالة كرة القدم التي تعانين من أزمتين حقيقيتين تتمثل الأولى في غياب التخطيط الاستراتيجي للرياضة المصرية عموما، والثانية تكمن في الإدارة العاجزة عن إحداث الطفرة، رغم وجود عدد غير قليل من الكفاءات المصرية في البلاد العربية ساهمت ولا زالت تساهم في تطور الرياضة هناك.
فهل يصارح المصريون أنفسهم، ويعترفون بأن الخلل هو في الفكر الإداري وليس في عمل المدربين، ويبدوان التحضير للمستقبل، بعيدا عن إرث الماضي من أننا الأفضل والأحسن والأقدم والأعلم، وان الرقي في سلم المجد يحتاج إلى علم وعمل وإمكانيات وكلها متوفرة في مصر وتمثل قوة خارقة تحتاج لفكر يطلقها ويحسن توجيهها، والله من وراء القصد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتب وناقد صحفي




