بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره هزنا وألمنا نبأ وفاة الوالد العم الصديق الوفي الكريم الشيخ عبد العزيز بن دخيل الله بن جمعا بن غزال الحارثي الأربعاء الماضي الموافق الثلاثين من شهر ذي القعدة للسنة ١٤٤٣ من الهجرة وصعدت فيها روحه الطاهرة لبارئها وقد كان نبأ حزين وأليم على أبنائه وإخوانه وأبناء عمومته وكل محبيه ومعارفه قضى الشيخ عبد العزيز جل حياته في خدمة دينه ووطنه وملكه عمل ببداية حياته العملية في العاصمة الرياض في منتصف الثمانينيات الهجرية بإحدى الوظائف الحكومية ثم انتقل واستقر بمحافظة ميسان بمسقط رأسه قرية العطا وانتقلت خدماته على وزارة الشئون الاجتماعية للعمل بمكتب الضمان الاجتماعي بالمحافظة إضافة إلى كونه إماما وخطيبا بجامع قرية قريش وبعد سنين انتقل واستقر بمحافظة الطائف لتنتقل خدماته إلى الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إضافة لعمله في الإمامة والخطابة وبعد سنين استقر به المقام بمدينة جدة منذ عقدين من الزمن ليعمل رئيس بمركز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحي الروضة وكذلك إمام وخطيب جامع الملك فيصل بحي الحمراء وبعد خدمة طويلة في الدولة دامت ما يقارب الأربعة عقود كان فيها متفان في أداء عملة بكل أمانة وصدق وإخلاص وحين دنت المنية ترجل هذا الفارس الشهم عن هذه الدنيا الفانية ولقد كان رجل بكل ما تعنيه الكلمة من معنى كان رجل مضياف حباه الله بأحسن الخصال وهي الكرم وهو سنام الخصال الحميدة الأخلاق كما وصفها الرسول عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم وكان مجلسه لا يخلو من زائريه ومرتاديه وكان طيب المعشر لمجلسيه ويخجلك بكرمه ولطفه ولقد كان له في العمل الخيري يد سخية حانية وقلب يخفق ويشفق على كل محتاج وكان من أهل الخير يحب المساهمة في الأعمال الخيرية سواء كان من ماله أو يكون وسيطا خيرا عند أهل الجاه للضعفاء والمساكين والمحتاجين وللأيتام والأرامل والمسنين فكان له في كل ناحية أعمال سامية فنسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناته وماقام به في هذا الطريق تجسد فيه قول الشاعر:
ﻭﺃﻛﺮﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻮﺭﻯ ﺭﺟﻞٌ
ﺗﻘﻀﻰ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻩ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺣﺎﺟﺎﺕُ
ﻗﺪ ﻣﺎﺕ ﻗﻮﻡ ﻭﻣﺎ ﻣﺎﺗﺖ ﻓﻀﺎﺋﻠﻬﻢ
ﻭﻋﺎﺵ ﻗﻮﻡ ﻭﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻣﻮﺍﺕُ
رحل أبو عبدالله والذاكرة تستحضر وتستدعي فينا مأثرة التي لايمكن ان تمحوها السنون ولا يمكن أن تتسع لها هذه الأسطر هذا الرجل الذي حباه الله بملكة صياغة القول شفهيا او تدوينا فهو خطيب مفوه من على كل المنابر التي إعتلاها منابر المجالس او منابر بيوت الله وتجد كلامه منمقا وأنيقا ويذهلك بتلقائيتة وإرتجاله وكأن مايقولة شفهيا مدوننا أمامه لا من فصاحته ولا من بلاغته وحسن بيانه وتجده بقدرة ومهارة بارعة يمزج وتؤاخي مابين الشرعي والأدبي فهو أديب لا يضاهية أحد في مجلسه وبرحيلة خسر بيت الغزال أحد رجالاته المرموقين وترك خلفه أثر طيب يقول شاعرا أعرابيا سئل عن خسارة الرجال الأكفاء والأوفياء واهل البذل والعطاء والسخاء انشد فيهم هذان البيتين:
لعَمْرُكَ ما الرَّزِيَّة فَقْدَ مالٍ
ولا شاةٌ تَمُوتُ ولا بَعِيرُ
ولكنّ الرَّزِيَّة فَقْدُ فذ
يمُوتُ لِمَوْتِهِ خَلْقٌ كَثِيرُ
فنسأل الله العلي العظيم أن يتغمده برحمته وأن يمن عليه بلطفه وكرمة بأن يتجاوز عنه ويعفو عنه بأن يغفر له ويحسن إليه اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة اللهم ثبته بالقول الصالح عند السؤال وقه عذاب القبر وأنزل عليه السكينة والضياء وآنس وحشته واجعله نزل عندك بنعيم جنتك اللهم أنزله منازل الطيبين الصالحين من الصديقين والشهداء حسن أولئك رفقاء اللهم لاراد لقضائك والحمد لك وإنا لله وإنا إليه راجعون وإنا لفراق من أحب انه لمحزونين وداعا لكم يا أعز من نعز ونعتز به
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للتواصل 0555614480