عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من أصبح منكم اليوم صائماً ؟ قال أبو بكر انا ، قال : فمن تبع منكم اليوم جنازة ؟ قال أبو بكر انا ، قال : فمن أطعم منكم اليوم مسكيناً ؟ قال أبو بكر انا ، قال : فمن عاد منكم اليوم مريضاً ؟ قال أبو بكر انا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما اجتمعن في امرئٍ إلا دخل الجنة ) . صحيح مسلم.
كان الصحابة رضوان الله عليهم والسلف الصالح يتحينون ويغتنمون الأوقات والأماكن التي تتضاعف فيها العبادات لان العمل يكون فيها قليلاً والأجر فيها كثيراً جداً والله يضاعف لمن يشاء ، لذلك كانوا يحرصون على جمع اكثر من عبادة في وقت واحد ومكان واحد ، وقد أكرم الله سبحانه وتعالى أمة محمد صلى الله عليه وسلم بكثير من الفضائل والأجور والحسنات الكثيرة في أماكن معينة واوقات معينة ومنها ليلة القدر والصلاة في المسجد الحرام والمسجد النبوي والصلاة آخر الليل ويوم عرفة وبعض الساعات والأماكن التي يستجاب فيها الدعاء.
عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما من ايام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام قالوا : يار سول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشئ )، فلنغتنم هذه المنحة الإلهية خلال هذه الأيام العشر للمسارعة إلى مغفرة من الله وجنة عرضها السموات والأرض والتنافس بالعمل الصالح والطيب من الكلام والأكثار من قراءة القرآن الكريم وأداء النوافل .
في هذا العام ١٤٤٣هـ سوف يكون يوم عرفة – الوقوف بعرفات – متوافق مع يوم الجمعة بفضل الله وقد حصل ذلك التوافق سابقاً في عام ١٤١٩هـ وعام ١٤٣٥هـ وهذا التداخل لا يحدث كثيراً ولكن إذا حصل فهي من النعم التي يمن الله بها على المسلمين عامة وعلى الحجاج بصفة خاصة لان في ذلك اليوم تجتمع عدة فضائل ومنها موافقته ليوم حجة الرسول صلى الله عليه وسلم ، واجتماع افضل يومين في يوم واحد ، موافقته ساعة استجابة الدعاء يوم الجمعة ، موافقة يوم إكمال الدين مع يوم الجمعة عيد المسلمين.
فهنيئاً لك أيها المسلم إن كنت في هذا العام حاجاً ليباهي بك الله ملائكته في السماء فإن لم تكن فكن صائماً فان لم تستطيع فكن قارئ للقرآن أو متصدقاً او متفقهاً وأكثر من الأعمال الصالحة كصلة الرحم وزيارة مريض والعفو والصفح والدعاء الا تحبون ان يغفر الله لكم .