أكتبُ “رأي” وأنا على يقين أن هناك من لا يتَقّبله ، لكني أمضى في شأني ولا أبالي وأدوّن سطور مقالي هذا من واقع خبرة وتجربة والمثل يقول “اسأل مجرب ولا تسال طبيب”، فمن خلال تجربتي الطويلة في عضوية لجان محلية، وخليجية، وعربية، رياضية كانت، أو اجتماعية، أو ثقافية ، أؤكد لكم أن جل أعضاء اللجان في المنظمات العربية بمختلفة أشكالها ومسمياتها هم “كمبارس”، وهذا بالطبع لا يلغي نجاح كثير من اللجان لان لكل قاعدة شواذ
أورد لكم أولا معنى واحد من معاني كلمة “كمبارس” ، فهي في الأصل إنجليزية وواحد من معانيها “الصورة الظلية الزائدة” أي صورة الظل extra silhouette ، ومعروف عند أهل الفن أن “الكمبارس” هو شخص عادي Extra Actor يؤدي أدوارا ، أو لقطات ثانوية من خلال التواجد في خلفية المَشَاهد ، مقابل الحصول على أجر مادي بسيط. وقد لا يكون هدف من يعمل بذات الطريقة العمل باحترافية وإثبات الذات، لكنها تظل فرصة رائعة لربح تسجيل الحضور في مواقع مختلفة
ولعل المعنى قد أقترب من ذهنك أيها القارئ الفطن، وبدأت تعرف ما أعني، أن ما أعنيه أن التواجد في عضوية اللجان في دنيانا “العربية” سواء كانت محلية أو عربية، ليست فرحة لمن يعي ذلك لأنك حين تُختار لعضوية لجنة تجد أن الأكثرية معك في ذات اللجان قد اختيروا “بالمحسوبية” وان نصف العدد معك لا يستحقون التواجد في تلك اللجان، ثم لمّا تصل وتعمل تُظهر لك الأيام خوافي وأمور كثيرة كانت مستترة، فإن كنت ممن يتحملون الأعباء فخذ على عاتقك من المهام ما الله به عليم، وان كنت مما لا يحركون ساكنا فأنت دخلت في عالم السبات وأصبحت في قمة “الكمبارسية”، وفي العموم بعد فترة وجيزة تكتشف أن اللجنة قائمة على اثنين والبقية “كمبارس extras” ، أو “صورة ظليه زائدة extra silhouette” ، أو “شخص عادي لا يعتد برأيه ولا يؤخذ بمشورته Extra Actor”
عموما بقدر ما “تحشو” سطور سيرتك الذاتية، بحضورك “الكمبارسي”، بقدر ما تجد لدى الآخرين مزيدا من التقدير والقيمة، وهذا تأكيد آخر عن “كمبارسية” تلك المشاركات أو التواجد باللجان، في رقعتنا الكبيرة من الخليج إلى المحيط
ولهذا الداء أسباب أولها: تشكيل اللجان: بالمحسوبية “و” بالتوصية “، استغلال الرؤساء للمرؤوسين بشكل” مقيت “في تلك اللجان، عدم كفاءة من يترأس أكثر اللجان ففي الغالب” لا مؤهل علمي “، ولا خبرة ميدانية صحيحة” يمتلكها جل من يكلفون بقيادة اللجان وأن وجد نفر من المتميزين، أضف إلى ذلك لا تجد تغييرا أو تطويرا في تسيير الأعمال بين الخلف والسلف بل الأعمال مكررة والأداء منسوخ بشكل “ممل” للغاية، بل يسعى بعض الخلف لمحو ما قدمه السلف من أعمال قد تكون ذا قيمة كبيرة.
فلاش :
شمر عن ساعديك ، وقدم ما تستطيع بصمت ، ولا تحرص على الفوز بالعضويات “الكمبارسية” التي لا تضيف شيئا إلى مسيرتك، ولا تشعرك بالرضى في دنياك، فأنت حين تسعى لخدمة المجتمع من حولك بالطرق المتاحة، وبمثالية تكسب رضى ربك، ثم يكسبك – الله جلَ في عُلاهُ – رضى خلقه ويرفع من شانك، وإذا تحقق ذلك لك، فأنت ممن عمل لحُسن الدنيا والآخرة، وتخلصت في دنياك من “الكمبارسية” التي لا تفيدك في آخرتك … وعلمي وسلامتكم
التعليقات 3
3 pings
زائر
26/08/2022 في 6:48 م[3] رابط التعليق
كلام واقعي إلى حد بعيد لا يختلف عليه، يبقى تحديد أعمال اللجان مهم للبعد عن الكومبارسية والتبعية وكذلك تحديد أعمال الأفراد ووضوحها مهم جدا لقتل التبعية
زائر
26/08/2022 في 8:00 م[3] رابط التعليق
كلام موزون من قلم متئلم لواقع. . . ملموس لقب يئن ابما وقد اصبت… . في من يأتي ويريد او فعلا يمحو. . . عمل من قبله وكانه يقول سوف. . اأتي بالذيب من ديله والنتيجه. . . . للخلف در او للخلف سر……………
…ان المك لاخلاصك فسر للأمام
زائر
26/08/2022 في 11:17 م[3] رابط التعليق
ضربت على الوتر السابع ايها المبدع العارف بما يدور في اغلب اللجان والمنظمات العربية
شخصت الداء ووصفت الدواء ، جزاك الله خير الجزاء