المتابع للحركة الثقافية والأدبية السعودية ، يلحظ أن فكرة إنشاء أندية أدبية في المملكة والتي جاءت في اللقاء الذي عقده الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز الرئيس العام للرئاسة العامة لرعاية الشباب ـ رحمه الله ـ عام 1975م ، مع مجموعة من الأدباء والمثقفين السعوديين ، وتم على ضوئه صدور الموافقة بإنشاء أندية أدبية في كل من : مكة المكرمة والمدينة المنورة والرياض وجدة والطائف وجازان ، ثم توالى افتتاح الأندية الأدبية في تبوك ومنطقة الحدود الشمالية والجوف وحائل والقصيم والمنطقة الشرقية والأحساء والباحة وأبها ونجران .
وفي 19/11/1393هـ ، صدر قرار الإدارة العامة لرعاية الشباب بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية بمنح ترخيص مبدئي باسم (الجمعية العربية السعودية للفنون) ، وعلى ضوء ذلك توالى تأسيس الجمعيات والهيئات فبرزت الجمعية السعودية للفنون التشكيلية (جسفت ) كمؤسسة ثقافية تهتم بالفنون التشكيلية ، وغيرها من الجمعيات والهيئات .
وبعد صدور الأمر الملكي رقم أ/217 وتاريخ 17 رمضان 1439هـ بتأسيس وزارة الثقافة ، ” للعناية بالمشهد الثقافي في المملكة على الصعيدين المحلي والدولي ، والحرص على الحفاظ على التراث التاريخي للمملكة مع السعي لبناء مستقبل ثقافي غنيّ تزدهر فيه مختلف أنواع الثقافة والفنون ” ، ” أطلقت الوزارة رؤيتها وتوجهاتها كوثيقة تجسّد رسالة الوزارة وطموحاتها، وتعكس أهدافها المتمثلة في: الثقافة كنمط حياة، والثقافة من أجل النمو الاقتصادي، والثقافة من أجل تعزيز مكانة المملكة الدولية ” ، فحملة رسالتها ” تعزيز الهوية الوطنية، وتشجع الحوار الثقافي مع العالم “.
وجاء إنشاء هيئات فنون الطهي ، والأدب والنشر والترجمة ، والمسرح والفنون الأدائية ، والازياء ، والأفلام ، والتراث ، والفنون البصرية ، والمتاحف ، والمكتبات ، والموسيقى ، وفنون العمارة والتصميم .
وتأسيس مثل هذه الهيئات يفتح المجال أمام الدعوة لإنشاء مدن ثقافية ، بمناطق ومدن المملكة ومحافظاتها ، تكون وعاء ثقافيا يغذي عقول الشباب بما يفيدهم ، ويعمل على تنمية مواهبهم وهواياتهم ، من خلال صالات متعددة ، تتضمن مجال التدريب على الفنون التشكيلية ، والموسيقى ، ومسرح للحوار والإلقاء ، وغيرها من الأنشطة الثقافية والفنية التي يبحث عنها الشباب .
للتواصل ahmad.s.a@hotmail.com