أُشِيرُ دَائِمًا كَمُحِبٍّ وَعَاشِق لِلْحَرَكَةِ اَلْكَشْفِيَّةِ عند أي مناسبة إلى جهود الإتحاد العالمي للكشافة المسلم، تلك المنظمة العالمية الكشفية المستقلة التي تضم في عضويتها هيئات وجمعيات كشفية حول العالم، إلى جانب الكشافة المسلمين في جميع أنحاء المعمورة الذين يعيشون كأقليات في دول غير إسلامية في الأمريكيتين، وأوربا، والقارة الأسترالية، وبعض دول أفريقيا، وفي القار الصفراء آسيا، وتشكل مظلة حامية وخيمة آمنة لأكثر من عشرة ملايين كشاف يرتدي المنديل الكشفي على وجه البسيطة، وهذا الغطاء العريض تأسس منذ العام 1987م، وخلال ثلاثة عقود ونصف العقد قدم دعم لوجستي لنشاط الكشافة المسلمين في كل مكان، وأكتسب مكانة بين جميع المنظمات الكشفية الإقليمية والقارية والعالمية، أكتب هذه السطور بمناسبة أقامه حفل توزيع جوائز مسابقة الراحل فوزي فرغلي للإبداع في العمل الكشفي الإسلامي الذي يقيمه “الاتحاد” في معقل الكشافة العرب وبيتهم جمهورية مصر العربية الحبيبة
وَهَذَا اَلِاتِّحَادُ اَلْعَتِيدُ خَلَّفَهُ رِجَالٌ تَوَلَّوْا عَلَى عَاتِقِهِمْ تَسْيِيرُهُ وَإِبْرَازُ دَوْرَةِ ، وأخص بالذكر أمينه العام، ذلك الرجل العصامي الذي يقوم برحلات مكوكية حاول العالم ويجوب عواصم ومدن بلاد الدنيا بحثا عن مصلحة الكشاف المسلم في الكرة الأرضية، ذلك هو ابن مكة البار القائد الكشفي الفذ الدكتور زهير بن حسين غنيم، والذي يقود الاتحاد بكل كفاءة واقتدار متذرعا بدعم وتوجيه رئيس الاتحاد الفاضل الدكتور عبد الله بن عمر بن نصيف– شافاه الله وأطال في عمره – ومن موقعه كأمين عام قاد “غنيم” شأن الكشافة المسلمون في العالم إلى بر الأمان، لأنه يولي اهتمامه بهمومهم وأمورهم، متنقلا بين محطات عديدة
وغنيم يملك الخبرة الكافية للقيام بمهامه بنجاح فهو رجل أعمال من طراز رفيع، وأنا عرفته منذ أكثر نصف قرنا من الزمان، في مواقع كشفية متعددة، رجل تربيه وتعليم بامتياز
التقيته على هامش تواجده في الولايات المتحدة الأمريكية أدبان حضوره التجمع الكشفي العالمي الجامبوري المقامة في فريجينا الغربية في العام 2019، رايته قريبا من الجميع يقود المجموعة التي أظهرت سماح الدين الإسلامي داخل المخيم الذي ضم أكثر من 60 ألف كشاف وقائد من مختلف الأعراق والأديان، وآخر لقاءاتي به في نفس البلد مخيم السلام الدولي الذي أقيم في محمية رودني الطبيعية في الشمال الشرقي من ولاية ميرلاند الأمريكية هذا العام 2022 ، ووصل إلى موقع المخيم بعد رحلة مكوكية وأمَّ المشاركين في صلاة الجمعة، رغم بلوغه من العمر عتية ألا أنه تحمل أعباء السفر ضاربا أروع المثل في الالتزام والحرص
ومن أجل أن يستمر هذا الاتحاد بِقُوَّتِهِ وَعَدَتْهِ وَعَتَادَهِ يجب أن يعمل على تقوية لجانه الفنية التي بدأ الضعف يدب فيها، وباتت تلك اللجان تضم أعداد أكثر من اللازم، وتهتم بالكم لا الكيف، رغم وجود كفاءات متميزة، إلا أن الحقيقة يجب أن تقال هناك رتلا من الناس لم يقدموا المفيد لهذا الاتحاد الذي نعده من مفاخرنا ككشافة مسلمين ، وهم محسبون على لجانها ، وعلى القائمين تدارك الوضع لأنه يهمنا أمره، ويجب أن يظل قويا بين المنظمات الكشفية في العالم
فلاش:
الإتحاد العالمي للكشاف المسلم منظمة كشفية سامية وراقية، يَعْمَلَ فِي اِتِّجَاهَيْنِ اَلِالْتِزَامَ بِقَوَاعِدَ وَقَوَانِينِ اَلْكَشَّافَةِ اَلرَّامِيَةِ إِلَى اَلْفَضِيلَةِ ، وَالتَّمَسُّكُ بِالْقِيَمِ اَلْإِسْلَامِيَّةِ اَلْحَنِيفَةَ اَلَّتِي جَاءَتْ لِتُنَظِّمَ اَلْبَشَرَ عَلَى وَجْهِ اَلْأَرْضِ ، لذلك فمسؤوليته كبيرة وعظيمة، والعمل ضمن لجانه أمانة يجب أن نعمل على أدائها على أكمل وجه وبإخلاص ، هذا علمي وسلامتكم