هناك مقولة مشهورة تقول علمني كيف أفكر لا ماذا أفكر، أن من أهم أسباب النجاح هو التفكير السليم ومعرفة كيفية استنباط وعصف الأفكار ومعرفة أن الأفكار لا تولد وحيده، بل هي مجموعة من الآراء المختلفة مع مراعاة أن التعصب والانحياز لأحدها كارثة، والإيمان أنه لا يوجد رأي واحد في أي قضية أنما هناك مدارس متعددة ومتنوعة ومختلفة من أجل أن تولد تلك الأفكار الابداعية ولولا ذلك لما وصلنا لما نحن عليه اليوم من تقدم في جميع مجالات الحياة، أن الله سبحانه وتعالي قد شرف الإنسان بالعقل فهو أساس كينونة الحياة قال الله تعالي ( لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) (الحشر: 21)، وقد جاء الأمر بالتفكير في أكثر من موضع من كتاب الله عزوجل فالتفكير السليم يوصل صاحبه إلى خير الدنيا والأخرة وهو من نعم الله علينا ويجب أن نستغله الاستغلال السليم وأن نسخره لما يعود بالخير علينا وعلى الآمة.
ينصح الأطباء ومختصين علم النفس أن تكون هناك خمس أفكار إيجابية وإبداعية في حياتنا مقابل كل فكره سلبيه حتى نبعد عن حياتنا الروتينية ونتبنى مبدأ التغير الإيجابي مما يساهم في نجاح علاقتنا وأعمالنا ومن أجل تحقيق ذلك يجب أن نعرف كيف نفكر تفكير ابتكاري؟ ومن أجل تحقيق ذلك لابد أن نتمتع بالمرونة في التفكير من أجل تحقيق الإيجابية في التفكير والبعد عن السلبية، ومن أجل ذلك لا بد أن نتعلم طريقة التفكير الابتكاري، يعرف (تورانس) التفكير الابتكاري بأنه عملية الإحساس بالمشكلات والثغرات في المعلومات والعناصر المفقودة ثم إنتاج أكبر قدر من الأفكار الحرة حولها، ثم تقييم هذه الأفكار، واختيار أكثرها ملاءمة، ثم وضع الفكرة الرئيسة موضع التنفيذ، ومن يمتلك مهارة التفكير الابتكاري هو شخص منفتح الذهن ممنهج صاحب افتراضات غير منحازة مؤثر في التواصل لديه القدرة على التحليل المنطقي، أن التفكير الابتكاري هو سبب التقدم العلمي والعملي ومن خلاله تحدث الثورة في العلوم ومجالات الحياة وتغير شكل الحضارات الإنسانية، ومن أجل تحقيق ذلك لابد أن نتقن فنون ذلك التفكير وأول تلك الفنون أن نعرف من وماذا بمعنى أن ندرك من هم الفئة المستهدفة من تفكيرنا وما هي مشكلتنا الأساسية وماذا نريد من تناولنا لها حتى نستطيع أن نتعرف على الطرق الموصلة لها وعقباتها، وثاني تلك الفنون التفكير بالمكونات الأساسية فأي مشكله في الحياة أو ابتكار لابد أن نحلله إلى مكوناته وعناصره الأولية والأساسية حتى نستطيع معرفة نقاط القوة والضعف ونقاط التحول التي ممكن استخدامها، ومن ثالث تلك الفنون التفكير من النهاية وليس البداية عند تناول الفكرة من خلال نتائجها النهائية وتحقيق القاعدة الأولى والثانية بمعرفة مستهدفاتنا و مخرجاتنا ومكوناتها الأساسية نستطيع أن نحدد الهدف المراد الوصول إليه فعند معرفة المخرج الذي نريده حينها نستطيع التفكير في الطرق الموصلة إليه، ورابع تلك الفنون هي التفكير من الخارج وليس الداخل فعند الخروج من الدائرة ومحاولة النظر إلى الأمر من الخارج نستطيع الرؤية بشكل واضح بعيد عن الضغوط مما يساهم في رؤية جميع الجوانب وليس جانب واحد فالنظر من خارج الدائرة وتبادل الأدوار والنظر بأكثر من اهتمام وشخصية يجعل منك صاحب فكر أبداعي متكامل متوازن في اتخاذ منهجيتك في التفكير والابداع واستنباط الأفكار الإبداعية، أن التفكير الابتكاري من الأمور المهمة في حياتنا ومنهج يجب من الجميع أن يتبناه فهو يلامس حياتنا اليومية والمستقبلية فالتفكير عن طريق ابتكار الأفكار يجعل من كثير من مشاكلنا سهله وبسيطة فتعاملك مع عملك اليومي و أبنائك وزوجتك ومجتمعك يحتاج منك أن تمتلك تلك المهارة في التفكير حتى تستطيع أن تتعايش مع مشاكلك وإيجاد الحلول الإبداعية لها بما يتناسب مع ظروفك والبيئة المحيطة بك مما يخلق جو من السعادة والمغامرة والتجديد في حياتك ويكسب مزيد من المهارات وتطوير الذات ويعكس ذلك بالإيجابية والبيئة الصحية السليمة في حياتك.
بندر عبد الرزاق مال
مستشار وباحث قانوني
عضوية المجمع الملكي البريطاني للمحكمين
عضو بلجنة التحكيم وفض المنازعات بالغرفة التجارية الصناعية بينبع
عضوية جمعية الأنظمة السعودية جامعة الملك سعود
عضوية جمعية مكافحة الاحتيال السعودية
bander.abdulrazaq.mal@gmail.com




