الإعلامية الصاعدة لمى بندر السهلي التي تبلغ من العمر ٢٢ عاماً في السعي وراء العلم والخبرة والإنجاز والتي لطالما كانت طالبة شغوفة وتسعى دائمًا لتجد من العلم والعمل ما تروي به عقلها الطَّموح وقلبها الشغوف، بدأت مشوارها التعليمي المُثمر عندما كانت في مدينة الخبر قضت فيها ١٨ عاماً ودرسَت فيها مسيرتها الدراسية كاملة المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية رغمًا من أن ولادتها كانت في مدينة الرياض والتي انتقلت إليها بعد انتهائها من المرحلة المدرسية لإكمال تعليمها الجامعي وتم قبولها في جامعة الوطن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بتخصص العلاقات العامة في كلية الإعلام والاتصال، حيث ذكرت الإعلامية بأن دخولها لهذا المجال لم يكن مخطط له لكن لطالما كانت هناك إشارات إلهية بأن مستقبلها وشخصيتها وحياتها تتمحور حول الإعلام، حيث حضرت عدة مؤتمرات ومعارض في مرحلة المتوسطة والثانوية وكانوا يضعون لها لقب إعلامي في حين أنها لم تكن تعي جيداً ماذا يعني هذا الاسم وماذا يحمل في طياته! وإذا بها في نهاية المطاف وصلت لوجهتها ومكانها واعتزازها “الإعلام والاتصال” حيث انهت المرحلة التحضيرية ثم اختارت العلاقات العامة رغبة أولى لمدى تعلقها وشغفها بهذا المجال تحديداً من بين مجالات الإعلام كافة، وأوضحت أيضًا بقولها “درست بأول مستوياتي ولم أكن أعي جيداً عن التخصص لكن بعد التقدم خطوة بخطوة اتضح لي هذا الفن العميق! لاح لي شعاع النور الذي ينير لي دربي، العلاقات العامة لم تكن لي مجرد تخصص دراسي إنها أسلوب حياة بالنسبة لي..”
لم تنتظر السهلي التخرج حتى تبدأ مشوارها المهني بل سعت في تلك الطرق وبدأت خبرتها العملية في بدايات مستوياتها الدراسية ووضحت بأنها ليست نادمة على أي تجربة مرت بها سواءً كانت فاشلة أم ناجحة، لأنها تعلمت منها دروس كثيرة ساعدتها على فهم مجريات حياة العمل. لطالما تحدثت بأن هناك سؤال يُشغل بالها في المرحلة التحضيرية ألا وهو “كيف يمكنني التأقلم مع هذه البيئة الجديدة خصوصاً وأن الأغلب لديه صداقات من الثانوية والمتوسطة وغيره” لكن هذا لم يكن عائقاً لأنها بطبيعتها شخصية اجتماعية، بدأت أولى خطواتها في هذا المشوار عندما شقت طريقها نحو التعلم والتدريب وشاركت في مسابقة باللغة الإنجليزية على مستوى الجامعة ككل وحصدت فيها على مركز عالي بجانب إلى أنها الوحيدة من مسار العلوم الإنسانية التي وصلت لنهائيات هذه المسابقات وبالطبع لاقت في المقابل إشادة رائعة من عمادة البرامج التحضيرية والأساتذة الأعزاء.
بعدما انتهت من رحلة التحضيري وبدأت أولى خطواتها في كلية الإعلام والاتصال شاركت في فعاليات اليوم الوطني مع عمادة شؤون الطلاب وألقت قصيدة وطنية أمام عميدات ووكيلات وأستاذات بالجامعة، بجانب مشاركتها بالكثير من المؤتمرات والمعارض في ذلك الحين، بعد المستوى الأول الذي في مُنتصفه حدثت نقلة بمجيء الدراسة الإلكترونية المفاجئ والتي استمرينا بها إلى المستوى الخامس! نعم مضت عامان من عمرنا قضيناها بالدراسة الإلكترونية لكنها لم تكن عائق لها وعلى العكس من ذلك تماماً كانت من أكبر الدوافع لها لخوض تجربة سوق العمل وأيضا التجربة التطوعية والتدريبية حيث بدأت التسجيل في الفِرق الطلابي التطوعية وسجلت في فريق يُسر التطوعي والذي لم يكن فريق في ذلك الحين، و كان لا يزال قيد الإنشاء تم قبولها كـ عضو مؤسس وخلاله تم اختيار اسم للفريق وشعار وهوية وغيرها، بعدها تم تعيينها قائدة لهذا الفريق حيث لم تكن هناك أي إدارة فوقها لـ تحدد لهم الأعمال فـ تحملت تلك المسؤولية التي كانت تحتاج منها العمل بـ جدٍ وحذر، كان هذا بجانب رئاستها لنادي الفنار الإعلامي الكيان الذي يضم في ثناياه إعلاميات المستقبل، تم ترشيحها للتدريب لدى الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وتحديداً في الإدارة العامة للإعلام والتواصل الاستراتيجي، كما أنها تُمثّل صوت طالبات قسم العلاقات العامة في المجلس الاستشاري الطلابي بكلية الإعلام والاتصال وتسعى دائماً لتحقيق أهدافهم وتطلعاتهم حيث تم ترشيحها لدورتين متتاليتين منذ تأسيس المجلس.
كما تم ترشيحها من قِبل عمادة شؤون الطلاب مع عدد من المنسوبين لـ تمثل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في المناظرة التي تُقام سنويًا بين جامعات المملكة الحكومية والأهلية والتي فكرتها تتمحور حول قضايا يتم توزيعها على المجموعات التي تمثل الجامعات في قُرعة تتضمن عدة موضوعات لِـ تبدأ المجموعات في رحلة الدفاع عن هذه القضايا بتأييد أو رفض الفكرة أو القضية وتكون هذه الرحلة بناءً على أساسيات دفاع وطريقة بناء الحُجج، تمت المناظرة في ذلك الحين بين ١٢ جامعة بالرغم من أن السنة التي تسبقها لم يُشارك سوى ٨ جامعات حكومية وأهلية على مستوى المملكة العربية السعودية، وتأهلت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لنصف النهائي بفوزها على جامعة دار العلوم وجامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية والتي كانت تحمل اللقب بفوزها السنة التي تسبقها بالمركز الأول، خاضت الإعلامية تلك التجربة في حين أنها تدرس فصل صيفي لـ تستطيع أن تحظى بـ فرصة تدريبية أخرى، وصادف ذلك اختبارات منتصف الفصل حيث وقعت في حيرة الاستسلام ولكن كما عهدناها لم تستسلم بل أعطت كلٍ منهم حقه أكملت المناظرة واستعدت للاختبار وانتهت بنتيجة مُشرّفة، ونهايةً فازت الجامعة بالمركز الرابع من أصل ١٢ جامعة حيث دامت المناظرة لـ ١٠ أيام متواصلة.
كما اُستُضِيفَت في برنامج القادة كمتحدث إضافةً لكونها المتحدث الوحيد من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ومثلت الجامعة في ملتقى #قادة2030 المُقام في جامعة الملك سعود لـ تتحدث مع الزملاء والزميلات عن فن القيادة والتأثير، وتم تصنيفها كقائد 2030 من جامعة الملك سعود.
وبعد أن استطردنا كل هذه الإنجازات ورأينا مدى اجتهادها وتفانيها نتفاجأ بأنها وفي هذا العمر الذي لم يتعدا العقد الثالث بعد وقبل تخرجها من مرحلة البكالوريوس أصبحت تُمثل صوت الشباب في منطقتها وتحملت على عاتقها هذه المسؤولية العظيمة، وتولت قيادة لجنة الموارد البشرية في مجلس شباب منطقة الرياض التابع لأمارة الرياض برئاسة أمير منطقة الرياض هذا المجلس الذي يسعى لربط صوت الشباب وتحقيق آمالهم وتطلعاتهم والعمل على مبادرات نوعية شبابية بهدف التوعية والتثقيف.