تحدث العقلاء بهدوء وإتزان ومنطق وتأملوا وتفاؤلوا وحفزوا الأخضر بالجمل الرائعة، وبالعبارات الجميلة، والكلمات المحبة لكل ماهو أخضر وتناسوا الألوان المختلفة الزرقاء والحمراء والصفراء وجمعوها في لون واحد فقط “اللون الأخضر”.. من أجل الوطن الغالي.
وتناثر المتشائمين الشامتين بين القنوات الرياضية والمساحات التويترية وتحدثوا على قدر ضِيق عقولهم وبلغة الحقد والكره والضغينة وكأنها مباراة فريق من فرق الدوري لا منتخب يمثل كافة أطياف الوطن المعطاء وتواصلت حماقاتهم وأطلقوا عليه للأسف المنتخب…!!
وبدأت حكاية مباراة منتخب الأرجنتين بعد تمزيق صفحات المتشائمين الصفراء وبعثها بعيداً جداً مع أدراج الرياح الهائجة؛ لتلتقي مع الأوهام والأحزان على بساط من الفقر الرياضي فكان الموعد الأول على ملعب لوسيل الدولي بدوحة قطر أمام مرشح العالم الأول” أرجنتين ميسي ورفاقه ”
وعلى المستطيل الأخضر لا مستحيل أمام المنتخب الأخضر بدأت المواجهة الممتعة.. بين خبرة وغرور التانجو وعزم وثقة الصقور الخضر فكانت عبارة البطل البليهي حاضرة حينما طرح السؤال العابر من مذيع شاطر ماذا تتوقع فكان الصقر يجيب بثبات وقوة “11مقابل11”
تركيز عالٍ لجميع أبطال الأخضر وتنظيم فني رائع.. يقودهم خط دفاع متماسك متفاهم ومتناغم وخلفهم حارس مرمى عملاق وضع كبار هجوم الأرجنتين في وضع تسلل يُدرس سنوات قادمة وقد لا يتكرر في القريب مروراً لخط وسط متكامل خبرة وحيوية ونشاط يقودهم الأسمر النحيل “الكنو محمد” وصولاً إلى خط هجوم ولا أجمل لشابين يسابقان الوقت؛ لنيل الانتصار.. وهناك على خط التحدي المدرب الطموح ” هيرفي رينارد”.
الوطن ياسادة.. اسم لايُدرك في كلمات عديدة.. ولا تحده كتابة مجلدات رحيبة.. الوطن أيها البؤساء مشاعر صادقة تفوق مستوى أقصى نظراتنا.. وأحاسيس عذبة تتجاوز جمل مدح ألسنتنا.. الوطن نقش خالد في دواخل أنفسنا..و أبعد.. أبعد نبضات أنفاسنا.. فأنتم أيها التعساء أبعدوا الوطن عن حماقاتكم التافهة.. وتصوراتكم الساذجة فقد أشبعتمونا تشاؤم مفزع، وسواد قاتم قبل أحداث البطولة.. وقبيل الموعد أردتم لخصومونا الانتصار وتمنيتم لنا الهزيمة وكأن الذي يخوض المنافسة فريق (….)لا منتخبنا الوطني جميعاً.. ياليتكم تبتعدون عنا ولو مؤقتاً؛ لنحقق الانتصارات، ونرتاح من غثائكم ولو قليلاً.