في كلمة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء أمير الشباب” أنا أعرف أن مجموعتنا صعبة في كأس العالم، لا أحد متوقع مننا حتى نتعادل أو نفوز، ما أريد قوله هو خلكم مرتاحين، واستمتعوا في البطولة، مجموعة صعبة فيها من أقوى فرق العالم ما هو متوقع فوز أو تعادل، نريد منكم أن تلعبوا لعبكم المريح، وإن شاء الله القادم أفضل، أنا ما أريد أحد يكون تحت ضغط نفسي، يؤثر على أدائكم الطبيعي”، طلب منهم الاستمتاع فحققوا المستحيل، أستطاع أمير الشباب بكلماته الإيجابية أن يحرك داخلهم الطاقة الكامنة، أن رفع الضغط النفسي والعصبي عن الإنسان هو أحد أهم نظريات العلم الحديث في توليد الطاقة الإيجابية، فكلمات سموه كانت تتوجه نحو نصف الكوب الممتلئ وليس الفارغ وهو مبدأ مهم جداً في التفكير الإيجابي وكيفية التعامل مع المواقف الصعبة والضغط النفسي بطريقة إيجابية وإنتاجية، يبدأ التفكير الإيجابي من داخلنا وتحت أجواء صافيه وبيئة صحية سليمه بعيداً عن الضغوط وهذا ما أراده سموه عندما وجه كلمته إلى شباب المنتخب مما أعطاهم مساحه في أتخاذ القرار والتفكير والعطاء والتفاؤل وقتل داخلهم الخوف واليأس وحولهم إلى فريق يلعب بقلب رجل واحد ولقد ظهر ذلك بشكل واضح في مستوى الأداء ولعب الفريق أنعكس بشكل مبهر أبهر العالم بأسره، لقد استطاعت كلمة سموه أن تزرع روح الإيجابية في الفريق ونقلها ذلك الفريق إلى شعب بأكملة فما عاشته المملكة العربية السعودية من إيجابية وحماس وروح معنوية عالية وفرحه في ليلة الفوز ما هي إلا نتائج إيجابية كلمة سموه الكريم، أن فوز المنتخب لم يكن مجرد فوز في مباراة بل ترجمه فعليه لكلمة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان أمير الشباب المبنية على الثقة عندما قال” همّة الشعب السعودي مثل جبل طويق لن تنكسر حتى يتساوى هذا الجبل مع الأرض” ففوز المنتخب ترجم كثير من المعاني ووجه رساله لكل العالم بما يحمله الشعب السعودي من ثقة بالنفس وإصرار على النجاح، فما أجمل أن تتوافق الكلمات وترجمتها وهذا ما تهدف إليه رؤية المملكة العربية السعودية 2030 المرتكزة على محاور رئيسية وهي مجتمع حيوي، اقتصاد مزدهر، وطن طموح، معتمدا سموه الكريم في تحقيقها على ثقته بالشعب السعودي، فقد تعمد سموه الكريم تحفيز الطاقة الإيجابية في قلوب لاعبين المنتخب من أجل تحفيزهم على العمل والعطاء مؤمن أن الطاقة لا ترى ولا تقاس ولكن يرى أثرها على الأشخاص وأن الشخص الإيجابي يتطلع للمستقبل بتفاؤل، أن خطاب سموه للفريق قبل بداء كأس العالم كان من منطلق إيمانه إن الطاقة الإيجابية ما هي إلا نتائج مشتركة بين المواقف والمشاعر وطرق التفكير والتعاطي مع المعطيات والأنماط على نحو إيجابي، بزرع الثقة والتفاؤل والحماس والسعادة في نفوسهم تمنحهم الإيجابية والشعور بالأمان تنعكس بشكل إيجابي تظهر كافة قدراتهم وخوض المغامرات والتجارب بروح عالية من الثقة والمرح بعيد عن الضغوط النفسية والعصبية، وقد حثنا ديننا الحنيف على الطاقة الإيجابية عن طريق غرس المفاهيم والصفاتٍ السليمة التي من شأنها أن تعلي الهمه وتغير نظرتنا من التشاؤم والسلبية إلى الإيجابية والثقة والتفاؤل وحسن الظن بالله.
بندر عبد الرزاق مال
مستشار وباحث قانوني
عضوية المجمع الملكي البريطاني للمحكمين
عضو بلجنة التحكيم وفض المنازعات بالغرفة التجارية الصناعية بينبع
عضوية جمعية الأنظمة السعودية جامعة الملك سعود
عضوية جمعية مكافحة الاحتيال السعودية
bander.abdulrazaq.mal@gmail.com