على مدى سنوات مضت كانت هناك مجالس إدارات داخل مؤسسات المجتمع المدني مرتبطة بأسماء محددة في كل دورة انتخابية لا نرى تغيرا لها ، فالرئيس هو الرئيس والنائب هو النائب وكذلك الأعضاء ، حتى ظن البعض أن الانتخابات مجرد إجراء روتيني مرتبط بهذه الأسماء ، غير أن وزارة التجارة كسرت هذه القاعدة ، وأجرت تعديلا على لائحة انتخابات أعضاء مجالس إدارات الغرف التجارية الصناعية حددت بموجبه مدة عضوية مجلس الإدارة في الغرف التجارية وجعلتها بدورتين انتخابيتين ، مما أفسح المجال أمام الراغبين في الترشح لخوض غمار الانتخابات خاصة الشباب منهم الحاملين لأفكار التطوير والتحديث ، كما نجحت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في اتخاذ مثل هذا الاجراء ، إلا أن هناك وزارات أخرى تتولى الإشراف على بعض المؤسسات والجمعيات لم تخطو مثل هذه الخطوة ، وظلت عملية التمسك برئاسة أو عضوية مجلس الإدارة هدفا رئيسيا يقضون فيها عقودا تفوق تلك التي قضوها اثناء عملهم بالقطاع الحكومي إن كانوا موظفين حكوميين سابقين ، وحينما خرجوا بالإقالة أو الاستقالة أو الخسارة في الانتخابات اعتبروا أن ما حدث لهم جريمة لابد أن يعاقب عليها الناخبون لأنهم اختاروا هؤلاء ، فيسعوا لتعطيل مصالحهم واضاعة حقوقهم بأقوال لا تستند للحقيقة .
إما الحقيقة التي يريدون إخفائها فهي خسارتهم لمقاعد مجالس الإدارات ، وخسارتهم للمكافآت والانتدابات والرحلات التي كانوا يحصلون عليها .
وما أتمناه أن يرتقي المرشحون للانتخابات بمفهوم الانتخابات ، ويدركوا أن الناخب حينما يختار مرشحه فإنه ينظر للبرنامج المقدم وقدرت المرشح على تنفيذه وهذا هو التنافس الشريف .
لكن حينما يتحول التنافس إلى اتهامات وادعاءات غير صحيح تجاه من وصولوا لمقاعد مجالس الإدارات ، فهذا يعني خروجا عن التنافس الشريف إلى الإساءة الشخصية والاتهام المباشر ، وهذا أمر لا يقبله الجميع ، لذلك ينبغي أن نتقبل نتائج الانتخابات فوزا كان أو خسارة ، فالفوز والخسارة مرتبطان بالناخب الذي يرى أن في هذا البرنامج منفعة له فيصوت لصالحه ، ويرى العكس في البرنامج الآخر .
وكم كنت أتمنى أن نرى الخاسرون في الانتخابات خاصة الذين أمضوا عقودا داخل مجالس الإدارات أن يكونوا أكثر تقبلا للخسارة بروح رياضية ، وألا يأخذهم الغرور والكبرياء نحو كيل الاتهامات للآخرين فإفساح المجال للآخرين يعني التغيير والتطوير للأفضل ، ومن يدعو أنهم أثرياء في أقوالهم ويظهروها ، فلماذا لا يكونوا أثرياء في أفعالهم ، ويظهروا ما قدموه لمن تضرروا من جائحة كورونا على مدى العامين الماضيين ؟
ــــــــــــــــــــــــ
للتواصل ahmad.s.a@hotmail.com