تُنظِّم وزارة الثقافة وهيئة التراث وهيئة المسرح والفنون الأدائية، بالشراكة مع برنامج جودة الحياة، باقة من الفعاليات الثقافية في النسخة الــ 45 من رالي داكار التي تستضيفها المملكة في 2023م للسنة الرابعة على التوالي، بمشاركة دولية كبيرة من المتسابقين ووسائل الإعلام من مختلف أنحاء العالم.
وستقام هذه الفعاليات الثقافية في محطات من السباق في ثلاث مناطق بالمملكة، ففي “ينبع” سيتم استقبال المشاركين في محطة استلهم تصميمها من أسلوب المركز التقليدي للمنطقة، وسيُقدم سكان المنطقة الضيافة للمشاركين بالزي التقليدي، وتقديم “المنتو” والشاي، بالإضافة إلى الأهازيج الترحيبية والفنون الأدائية المتنوعة، وسيُودعون بتوزيعات من حلاوة اللدو واللبنية، وسيتعرف الزوّار على عدد من الحرف اليدوية الشهيرة، ومن أبرزها المشغولات الخشبية (الرواشين)، الفخار، الجص، المشغولات النسيجية، نحت المجسمات التاريخية، إضافةً إلى فنون الخط العربي.
أما في “الرياض” فقد جُهز موقعاً مستلهماً من “بطن الحوي” المعروف في البيوت الشعبية في المنطقة الوسطى، وستقدم فيه ضيافة القهوة السعودية والتمر، والأكلات التقليدية للمنطقة؛ مثل الجريش والقرصان، وفنون أدائية متنوعة، إلى جانب تعريف المشاركين على حرف، الخزف، الخياطة والتطريز، المجسمات التراثية، حرفة السدو.
وفي “الهفوف” فقد أُعدت منطقة لاستقبال المتسابقين على شكل قوارب بحرية، وشبكات الصيد البحرية، والرمل الأبيض الذي تمتاز به شواطئ المنطقة، وستقدم لهم المأكولات البحرية؛ مثل رز الصيادية والسمك، إلى جانب مجموعة من الفنون الأدائية في المنطقة الشرقية، وسط مشاركة من بيت الحرفيين بالمدرسة الأميرية بأهم الحرف التي تشتهر بها المنطقة كالنجارة وأهم أدواتها، الخوصيات، الفخار، الحلي والمجوهرات اليدوية، وحرفة شباك الصيد.
كما شملت المشاركة الثقافية في الرالي على تفعيل هيئة التراث لأحد مخيمات المبيت في هذه المناطق، مجهزة بجميع الاحتياجات للمشاركين والفرق الداعمة لهم، التي سيستفيد منها أكثر من 3 آلاف شخص، حيث ستكون مخيمات المبيت المحطات الفاصلة بين مراحل السباق، وتتضمن أركاناً منوعة، وعروضاً مباشرة ذات ارتباط بالتراث الوطني، كما ستشهد مشاركة حرفيين من كل منطقة يقدمون للزوار أبرز الحرف فيها.
وتضمَّنَت الفعاليات الثقافية المشاركة في رالي داكار 2023 تصميم وتنفيذ “خوذة الزخارف السعودية” وهي عبارة عن خوذات مُزيَّنة بالزخارف التراثية التي تعكس تنوع الموروث الثقافي لمختلف مناطق المملكة، التي ستُهدى للمشاركين في الرالي، وكذلك “أغطية بنقوش المنطقة” التي ستوزع على المتسابقين في كل نقطة توقف المشارك بها.
وتشمل مشاركة هيئة المسرح والفنون الأدائية في الرالي مجموعة من الفنون الأدائية التي تعكس ثقافة المملكة وفنونها الأدائية المتنوعة، بالإضافة إلى تعزيز حضور قطاع المسرح والفنون الأدائية في مختلف الفعاليات المحلية والدولية، وتعريف جمهور الرالي بعمق الفنون الأدائية وعراقتها وتونعها.
وتعدُّ هذه المشاركة هي الثانية للمنظومة الثقافية في رالي داكار السعودية، بعد المشاركة في النسخة الماضية، وذلك ضمن جهود وزارة الثقافة والهيئات الثقافية في إبراز الثقافة السعودية، والاحتفاء بها، وتعزيز حضورها في الفعاليات والمناسبات الوطنية الكبرى، مع ما يتضمَّنَه ذلك من دعم وتمكين للمواهب المحلية في مختلف التخصصات الثقافية، عبر إتاحة الفرصة لها لتقديم مواهبها أمام جمهور واسع من مختلف الجنسيات.