– يعيش المعلم جل لحظات حياته .. وكل وقته في مهنة التعليم مابين شد، ومد .. وأخذ، وعطاء، وبين أمانة، ومجاملة، وهو بذلك في فلك يدور .. فغالبية المعلمين بلا استثناء، ومنذ تاريخ طويل وهي مشكلة قائمة معهم، وفي كل المجتمعات والأمم، وليست خاصة بمجتمع معين..؟
– وإن كان يروى في كتب الحديث (أن المجاملة نصف الدين) .. إلا أن ذلك ليس في إحقاق الحق، وتغيير النتائج؟ لإن المسألة أصلا تأتي من حساسية ولي الأمر، وكثر السؤال عن الطالب ، والحرص الشديد على بقاءه في القمة دائما، وأنه من أفضل الطلاب بينما أحيانا يرى المعلم غير ذلك على الأقل أنه ليس طالب متفوق، وقد يكون جيد جدا أو قريب منها..!!
– وهي بلا شك معاناة متعبة .. لكل من يعمل في سلك التعليم، ولا فرق بين الرجال، والنساء فكلا الطرفين يعاني منها خاصة قضية مجاملة الطالب والطالبة، وولي أمره وكل من يسأل عنه، وكأنه أصبح مجبر بالثناء عليه أو يستعد لحصول مشكلة..؟
– مع العلم أن المعلم يعرف أن الطالب يحصل على اهتمام كبير، ورعاية، ومتابعة من والديه، ويبذلون من أجله الكثير من أجل رفع مستواه لأعلى درجات التفوق أخلاقياً وتعليمياً، ولكن ذلك ليس شرطا كافي لأن يبقى دائماً في القمة..
– ومع ذلك يجب أن يعلم ولي الأمر .. أن ليس لكل مجتهد نصيب فكثير ممن بذل منهم مجهودات كبيرة طوال أيام السنة، ولكن قد لا يوفق في اختبار شهري أو نهائي لأي ظرف كان مر به أسري أو صحي..
– وعندها يقع المعلم في حيرة من أمره .. فإن ساعد الولد، وجامل أهله فيه وقع في الأشكال الشرعي، وإن أدى الأمانة على أكمل وجه نقص الكثير عنده وسقطوا من دائرة الممتاز .. فيقع دائرة اتهام، وملامة، وعتب، وقد يقع في مشكلة كبيرة مع والديه..؟
– من هنا تأتي المشكلة الأكبر .. والتي يعاني منها أغلب المعلمين والمعلمات .. بحيث إن أعطى الجميع أعلى الدرجات كما هو حاصل بالفعل من الكثير أصبح أفضل معلم؟ وإن حاسبهم حساب صحيح كماوهو مطلوب منه وجهت له المسؤلية بالكامل بأنه متشدد، ودقيق على طلابه ..
– وهناك مشكلة أكبر .. وهي عندما يطبق المعلم قرارات الوزارة التي غالبا ماتأتي في مصلحة الطالب، وليس ضده، وأنه لا مكان للمساعدة، وتغيير الدرجات لكل من نقص بل، ويمنع التحديد لهم في المناهج، ولكن ذلك لا يرضي ولي الأمر فماذا يصنع عندها المعلم ..؟
– حتى وقع المعلم الآن بين مقصلتي : (الأمانة، والمجاملة) التي جعلت نظرة كل معلم ومعلمة منهم مختلفة عن الآخر في هذا الموضوع؟ فمنهم من يرى يجب الصدق، والصراحة مع والديه، ولا مكان لأي مجاملة، وذلك من أجل مصلحته..؟
– وعلى النقيض تماما .. هناك من يرى التسهيل، وعدم التشدد، والحزم في مسألة الدرجات فما هي إلا أرقام لا تعني الكثير للمعلم طالما سوف تفرح الطالب، ووالديه، وترفع من روحه المعنوية، وأن هذه هي التي فيها مصلحته..؟
– ولكي يخرج المعلم .. من هذا المأزق عليه أن يراعي وضع الطالب في أمور معينة إنسانية على الأقل .. بحيث لا يوجه له أي اتهام، وحتى لا يظلم الطالب، وهي أمور لا تكلفه الكثير ..
– ومن هذه الأمور : عمل اختبار تحسين مستوى – استخدام الأنشطة اللامنهجية – تكليفه بمهام معينة – الطلب منه بأي نشاط خارج الصف، وكثير من المهام الأدائية للطالب …
– وعندها سيكون العذر معه في تعديل درجته ، وتكون مقنعة لولي الأمر كذلك ، ومن ناحية أخرى هذه النقاط سوف تخرج المعلم من المشكلة بأفضل الحلول له ولجميع الطلاب، ويكون محقاً، وبذلك تنتهي المشكلة .
– والسلام خير ختام .




