تابعتُ عن قرب عشق الشارع الرياضي في مكة المكرمة ، وتأكد لي أن مكة المكرمة تتنفس كرة قدم، وذلك خلال إشرافي المباشرة على ” إعلام ” منافسات دوري الفئات السنية 2008، ثم منافسات دوري 2022 في مكة المكرمة، شاهدت علامة الرضى والفرح على محيا الجميع وهم يتابعون انطلاق منافساتهم على ملاعب ترابية ، رغم أن طموح القائمين على رابطة الهواة لكرة القدم في المملكة أن تشهد كرة القدم نقلة نوعية وهم يسعون إلى ذلك، وكذلك فرع الرابطة في مكة المكرمة الذين عاشوا أياما وأشهرا وهم بين مطرقة المطالبة بإقامة المنافسات على ملاعب غير ترابية “نجيلة صناعية أو طبيعية”، وسندان شُحُّهَا وندرتها في المدينة المقدسة، مَهَّدَ كرة القدم السعودي وأحد أهم مناجمها “مكة المكرمة”، ثم بعد طول الانتظار والقلق والمطالبات تقام المنافسات على ملاعب ترابية وكأننا لسنا في العام 2023 ونسير في إطار رؤية البلاد المباركة 2030، ما هي الإشكالية أيها الكرام لماذا في مهد الكرة يسجل تراجعا !!؟، رغم أننا حققنا الأفضل، وَخُطُوَاتُنَا تسير إلى الأمام في كل شيء
اطلعت وسمعت وشهدت الخطوات الأولى لهذه الرابطة، كانت أجندتهم جبارة وخطواتهم عظيمة، لكن لماذا تراجعوا في الوقت الذي تشهد الكرة السعودية تقدما ملحوظا فنحن – ولله الحمد – نشهد نهضة رياضية شاملة وفي كرة القدم خصوصا حضورنا في أكبر مسابقات كرة القدم رائعة، مسابقاتنا الرسمية اكتسبت ضوءا عالميا وباتت كرة القدم السعودية كالعلم على رأسه نار، لكننا في مهد الكرة في مكة المكرمة نتراجع ففريق كرة القدم في النادي الأول في مدينتي “الوحدة” في انحدار دائم، ونظيره الآخر “حراء” يقبع في أدنى الدرجات خصوصا في كرة القدم !!
في رأي هناك أسباب ومسببات كثيرة تأتي في مقدمتها الإهمال الكبير وإسناد الأمر إلى غير أهله، لماذا نتراجع ونحن نملك مدينة رياضية على طراز رفيع!!؟ ، لأنها متروكة للغربان، ومرتعا للطيور، لماذا لا تستفيد رابطة الهواة الفرعية بمكة المكرمة من “رديف” ملعب مدينة الملك عبد العزيز الرياضية!!؟ ، لماذا لا نستفيد من المساحة الشاسعة “أرض نادي حراء” ذا الموقع الاستراتيجي المتروك منبتا للحشائش والشجيرات الضارة !!؟ ، في الوقت الذي نحتاج فيه إلى بقعة صغير لإقامة ملعب قانوني عليها ليمارس عشرات الآلاف من شباب مكة معشوقتهم عليها، نحتاج إلى مستثمر يحول أرض حراء المتروكة إلى ملاعب قانونية مؤقتة يعود ريعها للنادي الفقير ماديا “حراء”
فلاش:
كل العوامل تؤكد أن مكة المكرمة تتنفس كرة قدم، لكنها مكتومة، وتحتاج إلى أكسجين الاهتمام، وهواء الإجراءات كي تنجب المزيد من أمثال عمالقة الكرة قديما وحديثا، مثل سعيد لبان، وكريم المسفر، ومحمد الفايز، وفؤاد الخطيب، وحامد سبحي، وأحمد نوفاوي، وعلى داود، وحسن دوش، واسامة هوساوي، ومحمد نور، وحاتم خيمي ، وعيسى المحياني، وغيرهم، وللعودة لا بد أن تُوكَلُ الأمور إلى أهلها، ومكة المكرمة تتنفس كرة القدم لكنها تحتاج أكسحين الاهتمام ، وهواء الإجراءات ، هذا علمي وسلامتكم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*رئيس التحرير
m_abulouy@yahoo.com




