وأنا اقلب أرفف مكتبتي المتواضعة ، توقفت أمام كتاب ” صالح محمد جمال ـ الصفحة البيضاء ” ، والذي تناول ما كتبه الأدباء والمفكرين ، وما قاله العامة من الناس عن الراحل ، صالح محمد جمال ـ رحمه الله ـ ، فتوقفت متسائلا : لماذا كل هذا الثناء لهذه الشخصية ؟
وهل يستحق شخص كصالح جمال ـ رحمه الله ـ هذا الثناء ؟
تركت ما دون في الكتاب جانبا ، وأخذت أبحث بين الأرفف والمقالات عن هذه الشخصية التي أحبها الناس ، فوجدت أنه شخصية عادية لا تملك مالا تشتري به محبة الآخرين ، ولا هو صاحب منصب يتهافت نحوه البعض لكسب وده ، لكنه إنسان سعى لخدمة مجتمعة بقلمه ، ولعب دورا بارزا في نشر الثقافة بمكة المكرمة .
ولد بمكة المكرمة عام 1338 هـ / 1920 وتلقى تعليمه في كتاتيبها ، ثم درس في مدرسة الفائزين ثم المدرسة التحضيرية ـ وهي غير مدرسة تحضير البعثات ـ والتحق بعدها بالمدرسة الابتدائية ثم درس وتخرج من المعهد العلمي السعودي بمكة.
عشق القلم والورق ، منذ التحاقه بالعمل في بيت المال بالمحكمة الشرعية بمكة المكرمة عام 1354 هــ ، التي عمل بها كاتبا ، لينتقل بعدها للمحكمة الكبرى بمكة المكرمة كاتبا ، ثم رئيساً لكتاب المحكمة المستعجلة الثانية ، وانتقل بعدها للعمل مديراً لمستودعات الأمن العام.
بدأت حياته الصحفية في جريدة البلاد عام 1376 هـ ، ثم عمل في جريدة المدينة عام 1375 هـ ، وأصدر عام 1376 هــ جريدة حراء التي تولى رئاسة تحريرها ، وكانت تصدر في البداية أسبوعيا ثم يومياً ثم دمجت مع صحيفة الندوة في عام 1378 هـ.
وتولى رئاسة تحرير جريدة الندوة التي دمجت مع جريدة حراء وصدرت باسم الندوة عام1378هـ ، من عام 1378هـ إلى عام 1383هـ.
شغل رئاسة وعضوية العديد من الجمعيات والمؤسسات الاجتماعية والتجارية ، فكان عضو مؤسس بصندوق البر بمكة المكرمة ، وعضو مؤسس لجامعة الملك عبد العزيز ، رئيس المجلس البلدي بمكة المكرمة عام 1379هـ ، ورئيس مجلس إدارة الغرف التجارية بمكة المكرمة عام 1379هـ ، وعضو في المجلس الأعلى لجامعة أم القرى عام 1401هـ، عضو مؤسس بشركة مكة للأنشاء والتعمير ، وعضو بجمعية الإسعاف الخيرية التي تغير اسمها فيما بعد إلى جمعية الهلال الأحمر السعودي .
تولى رئاسة الغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة ، ورئاسة مجلس إدارة مؤسسة مطوفي حجاج الدول العربية ، ورئاسة الهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوائف .
أسس مع رفاق دربه مكتبة الثقافة بمكة المكرمة عام 1364هـ ، لنشر الثقافة والعلم بمكة المكرمة ،
والمؤسسون للمكتبة هم :
عبد الرزاق محمد صالح بليلة .
أحمد ملائكة.
محمد حسين الأصفهاني.
عبد الحليم الصحاف.
له العديد من المقالات في الصحف والمجلات المحلية والعربية ومن مؤلفاته الكتب التالية:
من أجل بلدي (طبعتين) ، ذكريات ورحلات ، دليل الحاج المصور (11 طبعة) ، مختصر كتاب دليل الحاج والمعتمر (ترجم للغة الأردية) ، أخبار مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم للإمام الحافظ محمد بن محمود النجار البغدادي (تحقيق وتعليق).
المرأة بين نظرتين ، قل للمؤمنات ، الصفحة البيضاء .
كرمه اتحاد الصحافة الخليجية لدوره الرائد في مسيرة الصحافة في المملكة العربية السعودية.
وتوفي يوم 25 ذي القعدة عام 1411 هـ الموافق 9 يونيو عام 1991 إثر حادث سير بطريق جدة ــ مكة المكرمة السريع عن عمر يناهز 73 عاما .
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وغفر له

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للتواصل ahmad.s.a@hotmail.com




