حينما بدأت في الكتابة عن شخصية الأستاذ محمد سليمان الشبل ـ رحمه الله ـ ، أخذت أتذكر الكثير من المواقف له ، سواء أثناء دراستي بالعزيزية الثانوية ، أو أثناء عملي بجريدة النـدوة ، فقد كان ـ رحمه الله ـ عضوا في مؤسسة مكة للطباعة والنشر ، التي تصدر عنها جريدة النـدوة .
عرفته كما عرفه الجميع مديرا ذا شخصية قوية ومؤثرة ، ومن درس بمدرسة الملك عبدالعزيز الثانوية المعروفة بــ ” العزيزية الثانوية ” يعرف قوة شخصيته ، وحرصه على التزام الطلاب بالأنظمة ومتابعة دروسهم .
والأستاذ / محمد الشبل ـ رحمه الله ـ من مواليد عام 1929 م / 1348 هــ بمدينة عنيزة بمنطقة القصيم ، درس بها أولى مراحله الدراسية ، ثم التحق بالمعهد السعودي في مكة ثم في كليّة الشريعة بها وبعد تخرجه عين مدرسا في المدرسة الرحمانية الثانوية بمكة عام 1374 هـ ، وبعدها بعامين عين مديراً للمدرسة نفسها وظل بها حتى عام 1380 هـ ، لينتقل بعدها إلى مدرسة الملك عبدالعزيز الثانوي التي عرفت بالعزيزية الثانوية ، واستمر بها قرابة ثلاثين عاماً حتى أحالته للتقاعد عام 1409 هـ .
ظهرت موهبه الشعرية في سن متقدمة ، وكانت أول محاولة شعرية له عندما كان عمره خمس عشرة سن في سنة 1362هـ حيث نشرت جريدة الندوة قصيدة له بعنوان القمر والنخلة.
قال عنه مقدم ديوانه أزهار وأشواك إبراهيم منصور الشوشان «أحد الشعراء المجددين والوجدانيين، وقد بدأ رحلته الشعرية الأولى متأثرا بمدرسة المهجريين، وشعراء مدرسة الديوان، وكان من المتوقع أن يحذو حذو الشعراء الوجدانيين كالشابي وحمود حسن إسماعيل، وأبي شادي، ومحمد الفهد العيسى…لكن أين لشاعرنا القدرة في أن يظل في وجدانياته وتأملاته حينما يرى أمته تترنح تحت ضربات الأعداء والمتآمرين..!»
كما ذكره عبد الله ابن إدريس في شعراء نجد المعاصرون وقال عنه «أُغرِم منذ صغره بمطالعة الكتب الأدبية شعرًا ونثرًا، والقديم منها بصفة خاصة، ثم أخذ يتجه نحو الجديد المعاصر وعلى وجه التحديد صوت الأدب المهجري ومدرسة جبران منه بالذات».
كرّمه منتدى ثلوثية بامحسون الثقافي في 23 مايو 2017 كشخصية المنتدى لعام 2016 -2017، وذلك في محفل كبير في العاصمة الرياض.
من إصدارته
نداء السحر وصدر عام 1979، وهو ديوان شعري ، يضم نحو أربعين قصيدة جاءت في 890 بيتاً.
أزهار وأشواك وصدر عام 2009 ، وهو ديوانه الشعري الثاني ، ويضم واحد وثلاثون قصيدة جاءت في 881 بيتاً.
توفي في 19 صفر 1441 هــ بمسقط رأسه وصلي عليه في جامع البسام ، ودفن بمقبرة الرحمة بعنيزة بمنطقة القصيم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للتواصل ahmad.s.a@hotmail.com




