ابتداء من الشعور الاول، الذي شعرت به، مرور بجمال البدايات، إلى المنتصف، والذي تحاول فيه أن تتخطى تحديات هذه المرحلة، ما تقوم به فيها وما تقرره، سيكون نتيجة النهاية لهذا الشعور، أن يستمر أو يتوقف، وهنا بالتحديد يمكن فقط للأشخاص المتحكمين بزمام أمورهم الداخلية.
من أكثر الامور تعقيد في الحياة، هي العلاقات.
أحدهم خاض هذه التجربة، ومن خلالها شاهد الجميع دموعه للمرة الاولى، وهنا ردد كلمات لم تفارق ذهني تقول:
“ليس لدي شفقه على أي شخص يقوم بفعل متهور، ولكن عندما يتعلق الأمر بعائلتي فالأمر يختلف، ماذا عساي أن افعل؟”
هنا يعيش الانسان صراع قاسي للغاية، الحياة لم تخلق أي شي عبث، ولا صدفه.
ليس من السهل التخلص من علاقه ما، عشت فيها الشعور الاول، والذي سيكون الوحيد الذي جعلك تشعر بطعم الحياة، ولا أنكر أن الكثير منكم تسأل كيف له عاش السنوات السابقة؟ وهذه هي البداية، فيخوض التجربة، قلة من ينتقي الشريك الاخر بعناية، والاغلب بسرايانهم في الحياة، وتهميش الكثير من الحقائق، والتي ستصبح عائق لأكمال الطريق، وبعد مضي الوقت المحدد للبدايات، تبدأ الاحداث بتشابك، و حان ظهور الحقائق التي غلفت بالوهم، وهنا يبدأ الصراع، ما بين معاير الشخص، وما تتطلبه العلاقة من تنازلات، فمنهم لا يحتمل ذلك، فينهي كل شي مع علمه أنه يمكنه تحسين الوضع، ألا أن تسرعه حتى أصبح تحت سيطرة غضبه، فوجهه لنهاية ستؤذيه بشدة، لكن يمكن تخطيها بتعلم الدرس، والمضي قدماً، ألا أن هناك من تكون بداية تدهور حياته، وسلك طريق مختلف تماماً عن السابق!
لكن ليس مستحيلاً، أن تنهي علاقة تستنزفك، ومرهقه بنسبة لك، وهنا يحتاج الانسان الوعي الذي يجعله يدرك كل شي، القوة الداخلية، التي تعرف بالمرونة النفسية، ليبدأ بإعادة حياته في الاتجاه المناسب، لا أنكر صعوبة الامر، وأهم ما أوصيكم به، هو عدم كبت مشاعركم، يمكنكم البكاء بقدر ماتشاوؤن، ومنح أنفسكم بعض الوقت، ومن ثم الانطلاق نحو الحياة، بكل قوة و بالنسخه الجديدة منك، نسخه أكثر اتزان وحكمة، وهذا هو نتيجة الالم الذي كان يعتصر قلبك، كل شي في هذه الحياة، يعتمد على الوقت، لا تكن متسرع، بل كن أكثر هدوء، ولاحظ كل ما حولك، والنقطة الفاصلة والمهمه هي اعترافنا بكل الاخطاء التي قمنا بإرتكابها، سيمهد هذا التصرف لك الكثير من الامور الجيدة، والتي ستكون خير معين لك، وتذكر في كل لحظة قرار يتشكل مصيرك، وبعد عدة قرارات منها الصائبة والخاطئة، ستكون أكثر تألق، وبداخلك رصيد كبير من الخبرات الحياتية الخاصة والعامة، ستكون شخص رائع للغاية أعدك بذلك.
العلاقات وجدت لأختبارنا، حتى نصل لمرحلة يمكننا فيها، من انتقاء رفاقنا بعناية، ونحسن أختيار أجمل روح لتكن الشريك الخاص بنا، هذه الاختيارات ستكون لمسه ذهبية في حياتك، الشريك الحكيم المفعم بالحياة، الرفاق الملهمون، الذين سيكونون الجسر الممتد لحياة، أكثر تألق، أكثر معنى.
ومن يشعر أنه لا يزال عالق بعلاقة ما، ولم يتخلص منها إلى هذه اللحظة، يمكنك سؤال نفسك الان؟
لماذا لا ازال متمسك في علاقة أنتهت؟
هل يمكنني إعادة هذه العلاقة وتكون أفضل؟
هل سأكون سعيد؟
حالما تجاوب سيكون من السهل عليك، أن تخطو قدماً، لكن إياك أن تقوم بإعادة شخص، تخلص منك من أول مشكلة، ولم يحاول تفهمك.
شخص يرغب بالاخذ منك وحسب، شخص تشعر معه بالاستنزاف، فكلما تقبلت هذه التصرفات، أصبح لا يفصل بينك وبين النهاية، ألا بعد خطوات.
العلاقة التي تبذل فيها كل جهدك وحدك، لتكن متزنه وجميلة، لن تستمر، بل ستكون سبب جفاف ينبوع الحياة بداخلك، لتكون في مرمى الاسى والالم، الاحباط، والكثير من المشاعر، التي لا أرغب أن يعيشها أحد منكم يا رفاق.
أنتم تستحقون الافضل، وفي الوقت الذي تتخطون فيه كل شي، ستصبحون أكثر أتزان، وستتلقون الكثير من الهبات الجميلة، والاصدقاء الثمينون، الذين يعرفون معدنكم الحقيقي، وستلتقون بالشخص المناسب لكل واحد منكم، والذي سيجعل كل منكم يشعر بأنه لم يحظى يوماً بعلاقة ما.
ستكون أكثر أشراقة، لذلك خذ زمام أمور حياتك، وتقبلها، وكن المسؤول الاول عنها، وكن شخص رائع، وإياك أن تفقد ثقتك بالاخرين، هناك من ينتظر لقائك بكل حب وصدق، ليحتضنك لصدره، ليحتفظ بوهجك ويزيد من بريقة.
” لاتندم أبداً، فلو كان الماضي جيداً فهذا رائع، ولو كان سيئاً فهذه خبرة”
“ستكون فخور بنفسك، عندما تتخطى كل ذلك، وإياك أن تنسى أن وجودك مهم”