قبل التحاقي بالعمل الصحفي ، كنت من المتابعين لجريدة الرياض ، والحريصين على قراءة افتتاحيتها التي يكتبها الأستاذ تركي السديري ـ يرحمه الله ـ في الصفحة الأولى ، وبعد التحاقي بالعمل الصحفي داخل أروقة جريدة النـدوة ، وبعد سنوات من العمل بها ووصولي لمنصب رئيس قسم الشئون المحلية ، اصبح لزاما علي متابعة كافة الصحف المحلية ، وكنت مغرما بملحقها الاقتصادي ، وقضيتها الأسبوعية .
وبعد سنوات من العمل بجريدة النـدوة ، ثم الانتقال للعمل بمكتب جريدة البلاد بمكة المكرمة فترة قصيرة ، شاءت الأقدار أن أنتقل للعمل بمكتب جريدة الرياض بمكة المكرمة ، وتزامنت فترة عملي انعقاد مؤتمر القمة الاسلامي الاستثنائي في مكة المكرمة ، خلال الفترة من 5-6 ذو القعدة 1426هـ ، 7-8 ديسمبر 2005م ، ورغم الفترة الزمنية القصيرى للمؤتمر ، إلا أنني استطعت أثناء لقائي بالأستاذ تركي السديري ـ يرحمه الله ـ تعلم الكثير منه خاصة كيفية إجراء الحوارات مع كبار المسؤولين ، وطرح الأسئلة عليهم ، وما ينبغي علي كصحفي شامل .
وحديثي عن علاقتي بالأستاذ / تركي السديري ـ يرحمه الله ـ أخذني عن سيرته التي تمثل قصة كفاح لشاب ولد بمدينة الغاط التابعة لمنطقة الرياض عام 1363 هــ / 1944 م ، وتلقى تعليمه بمدينة الرياض . عمل رئيساً لتحرير جريدة الرياض على مدى واحد وأربعون عاما ، بدأ من عام 1394 هــ / 1974 م ، وحتى قبول استقالته بتاريخ 16 شوال 1436هــ – أغسطس 2015
أطلق عليه الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ـ يرحمه الله لقب ” ملك الصحافة ” .
كما شغل منصب رئاسة اللجنة التأسيسية لهيئة الصحفيين السعوديين ، وانتخب رئيسا لها مرتين ، كما انتخب كأول رئيس لاتحاد الصحافة الخليجية ، عرف بصاحب أطول عامود صحفي بعنوان ( لقاء ) الذي بدأ كتابته عام 1972 م واستمر تحت هذا العنوان قرابة 43 عاما .
كتب القصة بلغة تعتمد الرمزية، وظهر ذلك في قصة حادي بادي (قصص قصيرة) ، نادي الرياض الأدبي، الطبعة الأولى، 1412 / 1991 م ، وناقة العوني، (قصص قصيرة)، وصدرت طبعتها الأولى عام 1415 هـ / 1994 م بدارالفرزدق، الرياض، الطبعة الأولى، والإسلام والرياضة وهو بحث عن الرياضة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، وصدر عام 1433هـ/2012م ، وأوراق من حقيبة صحافي. وصدر عام 2021 عن نادي الرياض الأدبي.
وحصل الأستاذ / تركي السديري ـ يرحمه الله ـ على جائزة الصحافة العربية لأفضل عمود صحفي 2010 في حفل كبير أقيم في دبي بعد أن اختير من بين العديد من مشاركات الكتاب الخليجيين والعرب.
وتوفي يوم الأحد 18 شعبان 1438 هـ الموافق 14 مايو 2017م عن عمر 73 سنة.
وقبل الختام أقول إن ما كتبته عن الأستاذ تركي السديري ـ يرحمه الله ـ ومسيرته الإعلامية الناجحة التي امتدت على خمسة عقود ، إنما هو دعوة لنتذكره في هذه الأيام المباركة ، ويدعو الله أن يسكنه فسيح جناته ويجزيه خير الجزاء على ما قدم من أعمال وجهود وخدمات للقريب والبعيد .
وأعترف بتقصيري في الحديث عن شخصية ، أحبها البعيد قبل القريب ، شخصية لم نرى أو نسمع منها لغة الكبرياء والغرور ، رحم الله تركي السديري الإنسان المتواضع .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للتواصل ahmad.s.a@hotmail.com




