في بدياتي الصحفية حرصت على التواصل مع كافة شرائح المجتمع ، رغبت في بناء علاقات ، والاستفادة من تجاربهم .
وكان من بين الشخصيات التي حرصت على التواصل معها الأستاذ إبراهيم أمين فودة ـ يرحمه الله ـ ، الذي كان حينها رئيسا لنادي مكة الثقافي الأدبي ، وحضرت احدى أمسياته الأدبية التي كان يقيمها في منزله بالعزيزية في مكة المكرمة ، برفقة السيد محمد مشهور الحداد ـ يرحمه الله ـ ، يومها تعلمت أنه إذا أردت أن تكون صحفيا جيدا فعليك بالقراءة ، وإن أهملتها فستكون مجرد ناقل أخبار ، لا تستطيع حتى طرح سؤال جيد على مسؤول .
وفي مجلس الأستاذ إبراهيم أمين فودة ـ يرحمه الله ـ تعلمت أن الصبر ليس مفتاح الفرج كما يردد ، بل هو بداية لحياة مليئة بالفرح والسرور ، وعلى الإنسان أن يصبر على ما تواجهه من مواقف ومحن .
وسيرة الأستاذ إبراهيم فودة ـ يرحمه الله ـ مليئة بالكثير من المواقف التي مكنته من الوصول لأعلى القمم ، فبدايته كانت من مولده بمكة المكرمة عام 1342 هـ – 1924 م ، أما تعليمه فكانت بدايته على يد والده محمد أمين فودة ـ يرحمه الله ـ ، بعدها التحق بحلقات المسجد الحرام ودرس فيها ، وواصل دراسته في المعهد العلمي السعودي الذي تخرج منه عام 1357 هـ .
وهو شاعر وأديب معاصر، ويعد من رواد الحركة الأدبية والثقافية في المملكة ، لخص مسيرته الأستاذ أحمد بن موسى بن عبدالله السعدي الزهراني ، في دراسته بعنوان ” إبراهيم فودة: حياته وأدبه ” ، التي تقدم بها لكلية اللغة العربية بجامعة أم القرى لنيل درجة الماجستير ، للعام الدراسي 1419- 1420هـ – 1999م ، والتي تناولت أدب فودة (شعره ونثره) وانقسمت إلى:
1 ـ دراسات موجزة لشعره ، وذلك ضمن الحديث عن الأدب في المملكة العربية السعودية .
2- مقالات نقدية ركزت على نواحي معينة من شعر الشاعر، أو نثره ومن تلك المقالات: ما كتبه الأستاذ عبدالكريم نيازي، الذي كتب مقالًا بعنوان “إبراهيم أمين فودة – شاعر الحكمة والوجدان” ، أو ما كتبه الأستاذ صالح محمد حسن، في مقال بعنوان “القدسيات في شعر إبراهيم فودة” ، أو ما كتبه الأستاذ عبدالفتاح أبو مدين في مقال بعنوان “الشعر المحسن” .
3- دراسات خاصة قام بها عدد من كبار النقاد المعروفين ومنهم: الدكتور بدوي أحمد طبانه الذي درس شعر الشاعر دراسة موضوعية، ركزت في بعض جوانبها على الناحة الفنية المتصلة بموسيقى الأبيات، وكان عنوان هذه الدراسة “إبراهيم أمين فودة في خمسة دواوين” من كتاب “من أعلام الشعر السعودي”، والدكتور مصطفى الشكعة الذي كتب عن شعر الشاعر دراسة بعنوان ” شوقي الجيل”. والدكتور عبدالقادر القط الذي كانت له دراسة في شعر الشاعر بعنوان “قراءة في شعر الشاعر الشيخ إبراهم أمين فودة” .
4- وأخرى علمية “الاتجاهات الفنية والموضوعية في شعر إبراهيم أمين فودة ” التي وقعت في أربعمائة وسبعين صفحة.
ورأس الأستاذ / إبراهيم فودة ـ يرحمه الله ـ نادي مكة الثقافي الأدبي لثلاث دورات على التوالي ، وهو مؤسس مشروع المكتبة الجامعة السعودية ، وأول رئيس لإدارة نادي الوحدة الرياضي، وأمين لجنة إصلاح مدارس الفلاح.
أما عمله الحكومي فتمثل في شغله للعديد من الوظائف الحكومية منها وكيل رئيس القضاة في مكة المكرمة ، ومدير المعارف العام ، وسكرتير ديوان التفتيش بوزارة المالية ، وسكرتير إدارة وزارة المالية ، وسكرتير أول لإدارة عموم وزارة المالية ، مدير عام الإذاعة ، وممثل وزارة المالية والاقتصاد الوطني لدى مجلس الوزراء .
وله العديد من الدواوين الشعرية والمؤلفات منها ، ديوان مطلع الفجر ، ديوان مجالات وأعماق ، ديوان صور وتجاريب ، ديوان حياة وقلب ، ديوان تسبيح وصلاة .
ومن مؤلفاته ، الرياضة والهدف ، حديث إلى المعلمين ، الشاعر المحسن ، المهمة الصعبة.
حصل على درع جامعة أم القرى في مكة المكرمة ، ميدالية المؤتمر الأول للأدباء السعوديين ، وميدالية المؤتمر الأول للمعلمين السعوديين.وكما اشتهر الأستاذ إبراهيم فوده ـ يرحمه الله ـ بالمملكة ، اشتهر بصالونه الأدبي المشهور في مصر ، والذي كان يقام في عوامته على نهر النيل كل يوم احد .
توفي بمكة المكرمة عام 1415 هــ رحمه الله واسكنه فسيح جناته .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للتواصل : ahmad.s.a@hotmail.com