في حضور كبير من الجمهور والمسرحيين والمهتمين بفن المسرح احتفلت لجنة الفنون المسرحية وبيت المسرح والفنون الأدائية بجمعية الثقافة والفنون بالأحساء باليوم العالمي للمسرح والذي يصادف ٢٧ مارس من كل عام وذلك في قاعة الأستاذ عبدالرحمن الحمد مقر نادي السينما بمقر الجمعية بالمكتبة العامة بالهفوف ، وقدم الحفل الفنان عبدالعزيز بو سهيل والذي رحب بالحضور وبعدها تم تقديم مشهد تمثيلي صامت (بانتومايم) ومعبر جسديا وتعبيرا قدمه الفنان الشاب حسن الحرز والذي حاز إعجاب الحضور ، بعدها تم تقديم فيلم يحكي مسيرة المسرح بالجمعية خلال عام وما قدم من عروض مسرحية داخل الجمعية وخارجها والتكريمات والجوائز التي حضي بها منتسبو الجمعية ومن تلك المسرحيات :مسرحية دوشة، مسرحية وديمة عويش، مسرحية البريد المفقود، مسرحية المخطوف، مسرحية رحلة في ميناء العقير، مسرحية كومبارس، مسرحية حراس الحقول ومسرحية صندوق الأسرار.
وبعد ذلك قدم مدير الجمعية الأستاذ يوسف الخميس كلمة بين من خلالها أهمية الاحتفال باليوم العالمي للمسرح وما قدم من أعمال ومشاركات مسرحية فيما دعا المهتمين جميعهم بالمسرح للحضور والمشاركة عبر أعمال الجمعية المختلفة.
بعد ذلك قدم مقطع فيديو ذكرى للراحل الأستاذ علي الغوينم رحمه الله وما قدمه للمسرح والمسرحيين ولجميع برامج الجمعية المختلفة
فيما قدم مشرف لجنة الفنون المسرحية الأستاذ نوح الجمعان مقدما شكره للجهود التي بذلت من جميع المسرحيين وأن يحتاج إلى الفعل ويحتاج إلى العمل والإتقان في تقديمه والاستمرارية أمر مهماً وضرورياً.
ثم تقدم الفنان القدير عبدالله التركي بقراءة رسالة يوم المسرح العالمي والتي كتبتها لمثل هذا اليوم الفنانة القديرة سميحة أيوب والتي بدأت كلمتها قائلة :
«أبث إليكم هذه الكلمة، في ذكرى اليوم العالمي للمسرح، وبقدر ما يعتريني من شعور غامر بالسعادة أنني أتحدث إليكم، فإن كل ذرة في كياني تختلج تحت وطأة ما نعانيه جميعاً – مسرحيين وغير مسرحيين – من ضغوط طاحنة ومشاعر صادمة، وسط ما ينتاب العالم من حالة من عدم الاستقرار، كنتيجة مباشرة لما يمر به عالمنا اليوم، من صراعات وحروب وكوارث طبيعية، كانت لها آثارها المدمرة، ليس فقط على عالمنا المادي وإنما كذلك على عالمنا الروحي وسلامنا النفسي».
فيما أضافت :«أتحدث إليكم اليوم بينما ينتابني شعور بأن العالم بأسره بات كالجزر المنعزلة، أو كالسفن الهاربة في أفق معبأ بالضباب، كل منها ينشر شراعه ويبحر على غير هدى، ليس يرى في الأفق ما يهديه، ورغم ذلك يكمل إبحاره، آملاً أن يصل إلى مرفأ آمن، يحتويه بعد تيه طويل وسط أمواج بحر هادر»
وتابعت سميحة أيوب في رسالة اليوم العالمي للمسرح 2023، «لم يكن عالمنا الواحد، أكثر التصاقاً ببعضه البعض منه اليوم، إلا أنه وفي ذات الوقت لم يكن أكثر تنافراً وابتعاداً عن بعضه البعض منه اليوم. وهنا تكمن المفارقة الدراماتيكية التي يفرضها علينا عالمنا المعاصر. فرغم ما نشهده جميعاً من تقارب في تداول الأخبار، والاتصالات الحديثة، التي كسرت كل حواجز الحدود الجغرافية، إلا أن ما يشهده العالم من صراعات وتوترات فاقت حد التصور المنطقي، وخلقت وسط هذا التقارب الظاهري تباعداً جوهرياً، تنأ بنا عن الجوهر الحقيقي للإنسانية في أبسط صورها».
هذا وأكدت :«أن المسرح في جوهره الأصلي هو فعل إنساني محض، قائم على جوهر الإنسانية الحقيقي ألا وهو الحياة. وعلى حد قول الرائد العظيم قنسطنطين ستانسلافسكي، «لا تدخل المسرح بالوحل على قدميك. أترك الغبار والأوساخ في الخارج. تحقق من ترك مخاوفك الصغيرة والمشاحنات والصعوبات البسيطة مع ملابسك الخارجية، الأشياء كلها التي تدمر حياتك وتلفت انتباهك بعيدًا عن فنك، عند الباب، عندما تعتلي خشبة المسرح، فإننا نعتليها وبداخلنا حياة واحدة لإنسان واحد، إلا أن هذه الحياة لديها قدرة عظيمة على الانقسام والتوالد، لتتحول إلى حيوات كثيرة، نبثها في هذا العالم، لتدب فيه الحياة وتورق وتزدهر، فقط لننتشي بعطرها مع الآخرين».
وتابع التركي قراءة رسالة أيوب، في رسالة اليوم العالمي للمسرح، «إن ما نقوم به في عالم المسرح كمؤلفين، ومخرجين، وممثلين، وسينوغرافيين، وشعراء، وموسيقيين، ومصممي كوريوجرافيا، وحتى كتنقنيين، وفنيين، كلنا بلا استثناء، إنما هو فعل لخلق حياة لم تكن موجودة من قبل، قبل أن تعتلي خشبة المسرح. هذه الحياة تستحق يداً حانية تتعهدها، وصدراً حنوناً يحتضنها، وقلباً حانياً يأتلف معها وعقلاً رزيناً، يوفر لها ما تحتاجه من أسباب الاستمرار والبقاء».
ثم تابع قراءته «ربما لا أغالي عندما أقول إن ما نقوم به على خشبة المسرح هو فعل الحياة نفسها، وتوليدها من العدم كجمر مشتعل، يبرق في الظلمة، فيضيء ظلمة الليل ويدفئ برودته. نحن من يمنح الحياة رونقها. نحن من يجسدها. نحن من يجعلها نابضة ذات معنى. ونحن من يوفر الأسباب لفهمها. نحن من يستخدم نور الفن، لمواجهة ظلمة الجهل والتطرف. نحن من يعتنق مذهب الحياة، لتدب في هذا العالم الحياة. ونبذل من أجل ذلك من جهدنا، ووقتنا، وعرقنا، ودموعنا، ودمائنا، وأعصابنا، كل ما يتوجب علينا بذله من أجل تحقيق هذه الرسالة السامية، مدافعين بها عن قيم الحق والخير والجمال، ومؤمنين بحق، أن الحياة تستحق أن تعاش».
هذا وتابع التركي قراءة كلمة سميحة أيوب الآي وجهت رسالتها للعالم «أتحدث إليكم اليوم لا لمجرد الحديث أو حتى للاحتفال بأبي الفنون جميعاً، المسرح، في يومه العالمي. وإنما، لأدعوكم لتقفوا صفاً واحداً كلنا جميعاً، يداً بيد وكتفاً بكتف، لننادي بأعلى صوتنا كما اعتدنا على منصات مسارحنا، ولتخرج كلماتنا لتوقظ ضمير العالم بأسره، أن ابحثوا في داخلكم عن الجوهر المفقود للإنسان. الإنسان الحر، السمح، المحب، المتعاطف، الرقيق، المتقبل للآخر. ولتنبذوا هذه الصورة القميئة للوحشية، والعنصرية، والصراعات الدموية، والأحادية، في التفكير والتطرف والغلو. لقد مشى الإنسان على هذه الأرض وتحت هذه السماء منذ آلاف السنين، وسيظل يمشي. فلتخرجوا قدميه من أوحال الحروب والصراعات الدموية، ولتدعوه لتركها على باب المسرح، لعل إنسانيتنا التي أصبح يعتريها الشك تعود مجددا يقيناً قاطعاً، يجعلنا جميعاً مؤهلين بحق، أن نفخر بأننا بشر، وبأننا جميعاً أشقاء في الإنسانية».
فيما ختمت سميحة أيوب رسالتها التي قرأها عبدالله التركي «إنها رسالتنا نحن المسرحيون حملة مشعل التنوير، منذ أول ظهور لأول ممثل على أول خشبة مسرح، أن نكون في طليعة المواجهة لكل ما هو قبيح ودميم ولا إنساني، نواجهه بكل ما هو جميل ونقي وإنساني. نحن ولا أحد غيرنا. نمتلك القدرة على بث الحياة. فلنبثها معناً من أجل عالم واحد وإنسانية واحدة».
فيما قدم المخرج محمد الحمد مسؤول بيت المسرح والفنون الأدائية بالجمعية كلمة شرح من خلالها أهداف بيت المسرح والتي من ضمنها خلال شهر رمضان تقديم ورشة مجانية لمدة يومين في الهندسة الصوتية وكذلك الغبقة الرمضانية والتي سوف تجمع الفنانين والمسرحيين كل يوم خميس من شهر رمضان ، وختاما تم إعادة عرض الافتتاح للممثل حسن الحرز للحضور بناء على طلبهم