إدارة الموقع 

الصيام شعيرة من شعائر الله العظيمة التي تقوي النفس والإرادة والعزيمة، وذلك أن الإنسان متى امتثل أمر الله تعالى واستطاع أن يغالب شهواته فيسيطر عليها، ويترك ألذ المشارب والمآكل، وغير ذلك مما كان مباحًا له قبل الصيام؛ امتثالًا لأمر الله واحتسابًا للأجر عنده فهو قد حقق حكم الله التي أرادها بفرضه للصيام والتي منها مايلي:
١- أن الصيام فيه تقديم رضا الله على النفس، وتضحية بالوجود الشخصي بالامتناع عن الطعام والشراب، وبالوجود النوعي بالإمساك عن الشهوة الجنسية، وذلك ابتغاء وجه الله وحده
قال النبي -صلى الله عليه وسلم: “ كل عمل ابن آدم يضاعف، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف قال الله تعالى: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي” رواه البخاري ومسلم.
٢- أن الصيام تخليص للإنسان من رِق الشهوة والعبودية للمادة، وتربية عملية على ضبط الغرائز والسيطرة عليها، وإشعار للإنسان بأن الحريات مقيدة لخير الإنسان وخير الناس الذين يعيش معهم
ففي الحديث: “يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصيام فإنه له وجاء” أي قاطع. رواه البخاري ومسلم.
٣- أن الجوع والعطش التي يحس بهما الصائم تجعل نفسه ويده تتحركان فتمتدان بالخير والبر للفقراء الذين عانوا مثل ما عانى من ألم الجوع وحر العطش فقد ورد عن ابن عباس -رضي الله عنهما: ” كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن، فرسول الله -صلى الله عليه وسلم- “أجود بالخير من الريح المرسلة ” رواه البخاري ومسلم.
٤-أن الصيام المكتمل الأركان يكف الإنسان عن الكذب والزور والفحش والنظر المحرم والغش وسائر المحرمات.
فقد جاء الحديث الصحيح قال عليه الصلاة والسلام: “ من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ” رواه البخاري
وغيرها من الحكم التي تكتب فيها المجلدات والأسفار، ولكن يجب أن نعلم أنه ليس المقصود من الصيام في الإسلام هو إتعاب النفس وتعذيبها، كما يتوهمه بعض الناس، وإنما المقصود منه تربيتها وتزكيتها وتعليمها الصبر عن الشهوات، وترويضها على البذل والتزود بالطاعات.
تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وقراءة القرآن وجميع الطاعات المقربة للرحمن، وصلى الله وسلم على سيد الأولين والأخرين نبينا محمد الأمين.