اللواء الشاعر علي عابدين زين العابدين ـ يرحمه الله ـ عرف بشاعريته المميزة فلقبه الأمير مشعل بن عبد العزيز ، وزير الدفاع والطيران ـ يرحمه الله ـ بـ (شاعر الجيش) ، وانضباطه العسكري ، فكان أو مدير لكلية الملك عبدالعزيز الحربية ، وبين الأدب والعسكرية خرج بمحبة الناس له .
ولد بمكة المكرمة عام 1343هـ ، ونشأ وترعرع في ربوعها ، توفي والده وهو مازال في طفولته وكفله عمه محمد زين العابدين وكان أخاً لخمس شقيقات وله أخ وأخت من أبيه وأخ وأخت من أمه
قرض الشعر وهو ابن العاشرة أو أقل ، تلقى تعليمه العام بها ، ثم ابتعاث لمصر فدرس في الكلية الحربية بالقاهرة وحصل على بكالوريوس العلوم العسكرية عام 1947م ، وابتعث مجددا إلى الولايات المتحدة الأمريكية للدراسة العليا فحصل على شهادة مدرسة المدرعات بولاية كنتاكي عام 1951م ، ليبدأ بعدها رحلته العملية متقلدا العديد من المناصب ، ويعد من مؤسسي السلك العسكري في المملكة، وهو أول مدير لكلية الملك عبد العزيز الحربية، ومن المؤسسين لمناهجها ، ومدير الصحة العسكرية، والقائد العسكري لمنطقة مكة المكرمة، وتبنى فكرة تأسيس مدارس لأبناء منسوبي القوات المسلحة، كما عمل رئيسًا لهيئة العمليات الحربية، وكان عضوًا في القيادة العربية المشتركة بالقاهرة، وملحقًا عسكريًا للسفارة السعودية بباريس، إلى جانب عضويتيه في كلًا من اللجنة التأسيسية لجامعة الملك عبد العزيز ولجنة التخطيط العلمي بالجامعة .
قال عنه الأستاذ عبد الله بن سالم الحميد المستشار السابق بإمارة منطقة الرياض ، والشاعر والكاتب ، وعضو النادي الأدبي باللجنة الثقافية بمجلس منطقة الرياض سابقا ، وعضو النادي الأدبي بالرياض ، ” الشاعر الفذ الأستاذ علي زين العابدين من الأصوات الشعرية التي كان لها حضورها الأثير في الشعر الاجتماعي الوجداني النابض بعد منتصف القرن الرابع عشر الهجري، وهو من الشعراء التقليديين المولعين بتقليديتهم المباشرة المسكونة بالألفة والبساطة، والعاطفة الإنسانية المعبِّرة.
– من قصائده نلحظ ذلك التوجُّه الشفيف المتدفِّق برفق وتفاعل مع الحدث والصورة الحاضرة في تناوله. – ونحن نحزن لفراقه نلملم أوراقنا لنعبِّر عن شيء من الوفاء لهذا الشاعر الإنسان – رحمه الله -.
– وقد سبق لي أن قدَّمت الشاعر علي زين العابدين ضمن الأصوات الشعرية عبر البرنامج الإذاعي (شاعر من أرض الجزيرة) ثم في كتابي الصادر بعنوان (شعراء من الجزيرة العربية) وتناولته بهذه القراءة التي افتتحها بقصيدته التي تعبِّر عن شخصيته المتواضعة إذ يقول:
أنا في بلادي صيدحٌ غناءُ
غردٌ تميس للحنه الجوزاءُ
وإذا اغتربت عن البلاد فإنني
طير ينوح.. وواله بكَّاءُ
من لي بمكة والحطيم وزمزم
يحيى بها قلبي ويُشفى الداء
وترق أشعاري بها فأصوغها
درراً قلائدها هوى ووفاء
وأرقرق الألحان في جنباتها
فتميس من طرب لها البطحاء
وفي هذه الأبيات يهفو فؤاده وهو في بلد الغربة إلى وطنه العزيز، وإلى مسقط رأسه (مكة المكرمة).
كانت له قصيدة مشهورة مقررة في كتاب المحفوظات في المرحلة الثانوية عن معاناة الجزائر من أبياتها :
دم الضحايا سعير بات يلتهب
دم تفجر منه الثأر والغضب
دم العروبة بركان قذائفه
عزم وهول وإرعاب له شهب
أصدر ثلاث دواوين هي (صهيل) ، ويضم جلّ قصائده في المديح، والمناسبات، العسكرية ، و(تغريد) ونظمه في بناته وزوجته وابنه ، أما الديوان الثالث فجعله باسم إحدى بناته هديل ، وديوانه الرابع باسم عزف ونزف ، أما الديوان الخامس فحمل اسم نجوى.
ومن مؤلفاته : اليهودية والنصرانية في نظر القرآن ، ونسب إبراهيم الخليل ، والحروب الأربعة.
توفي عام 1999 م ، رحمه الله واسكنه فسيح جناته وغفر له

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للتواصل ahmad.s.a@hotmail.com




