قبل التحاقي بالعمل الصحفي كنت مولعا بقراءة مجلتي العربي والمنهل ، لما تضمانه من مواد ثقافية وأدبية ومنوعات تمنح الإنسان الفرصة للتعرف على الكثير من الدول وعادات الشعوب ، وازداد تعلقي بمجلة المنهل بعد لقائي بالأستاذ / عبدالكريم نيازي ـ يرحمه الله ـ الذي نصحني بمتابعة مجلة المنهل ، فحرصت على شرائها بشكل مستمر .
ومجلة المنهل ارتبطت بالأستاذ عبدالقدوس الأنصاري ـ يرحمه الله ـ ، فهو مؤسسها إذ تقدم بطلب بتاريخ 16 / 2 / 1348 هــ لأمير المدينة المنورة لإصدار مجلة تحمل اسم ( المنهل ) ، فصدرت الموافقة على ذلك وصدر صك شرعي بتاريخ 29 /8/ 1355هـ بذلك ، وصدر العدد الأول منها في شهر ذي الحجة 1355هـ.
والأستاذ “الأنصاري” ـ يرحمه الله ـ من مواليد المدينة المنورة عام 1324 هـ / 1906م ، عاش اليتم في سنواته الأولى ، إذ توفي والده وهو لم يتجاوز السادسة من عمره ، فكفله عمه محمد أحد علماء المدينة المنورة ، وتلقى علومه على يد عمه في المسجد النبوي الشريف، وحفظ القرآن الكريم، والمتون في علوم التفسير والحديث والفقه واللغة، وفي عام 1341 هـ التحق بمدرسة العلوم الشرعية بالمدينة المنورة ونال شهادتها العالية عام 1346هـ، وفي رمضان 1346 هــ التحق بالعمل في إمارة منطقة المدينة المنورة موظفاً ، ثم انتقل لرئاسة تحرير جريدة أم القرى بمكة المكرمة بأمر من الملك عبد العزيز ـ طيب الله ثراه ـ ، واستمر في وظيفته حتى عام 1361 هـ، حيث صدر أمر الأمير فيصل بن عبد العزيز ولي العهد ـ آنذاك ـ بنقله للعمل في ديوانه في جدة، وبقي فيه حتى عام 1386 هـ ليتفرغ بعد ذلك لمجلته المنهل .
ويقول عنه الدكتور عبدالله باقازي أستاذ الأدب بكلية اللغة العربية في جامعة أم القرى بمكة المكرمة : ” يُعد الأستاذ عبدالقدوس الأنصاري من أبرز علماء اللغة والآثار في المملكة العربية السعودية، وقد أثرى المكتبة السعودية والعربية بمؤلفات عديدة، كانت الأصول والمصادر في أبوابها.. غير أن جانباً بارزاً في الأستاذ الأنصاري ينبغي الإشارة إليه في هذا المقام انصافاً لهذا الرائد الذي تحمل مع جيله مهمة التعريف بالأدب والفكر السعودي، وهو جانب «الشاعر») ”
من مؤلفاته التوأمان (رواية)، آثار المدينة المنورة ، إصلاحات في لغة الكتابة والأدب ، الأنصاريات، مجموعة شعرية، تاريخ مدينة جدة ، تاريخ العين العزيزية بجدة ومصادر المياه في المملكة العربية السعودية ، مع شاعر العرب: عبد المحسن الكاظمي ، الملك عبد العزيز في مرآة الشعر ، مع ابن جبير في رحلته ، التحقيقات المعدة بحتمية ضم جيم جدة ، رحلات إلى مصر، والبحرين، والكويت، ولبنان، والرياض، والجار، والباحة ، رحلة في كيان التراث ، مستقبل أبحر ، النخيل والتمور في بلاد العرب ، كيف كانت نشأة أدبنا الحديث ، الكتاب الفضي للعين العزيزية ، بناة العلم في الحجاز الحديث ، بين التاريخ والآثار، بني سليم ، ديوان الأنصاريات.
توفي الأستاذ عبد القدوس الأنصاري في 22 جمادى الآخرة عام 1403 هــ ، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وغفر له .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للتواصل ahmad.s.a@hotmail.com