قبل التحاقي بالعمل الصحفي كنت من المتابعين لأعمال وأنشطة المركز الإعلامي بالعاصمة المقدسة ، خاصة أثناء إقامة المعارض التوعوية به ، كمعرض أسبوع المرور ، والتوعية باضرار المخدرات ، وأسبوع الشجرة ، ومعرض الصناعات الوطنية وغيرها ، وكان أكثر ما يلفت نظري احتواء المركز على مجموعة من القطع الاثرية للمستلزمات المنزلية وغيرها .
وبعد التحاقي بالعمل في جريدة النـدوة ، أخذت أبحث هنا وهناك عن سر وجود هذه القطع الأثرية بالمركز الإعلامي فعرفت أن هناك شخص اسمه فيصل محمد عراقي ـ يرحمه الله ـ يعمل مديرا للمركز الإعلامي ، قدم هذه القطع ليوضح للزوار صورة مكة المكرمة في الماضي وما تحمله من ذكريات جميلة داخل منازلها وخارجها.
واليوم وأنا أكتب عن شخصيته أجد أنني عاجز أمام عطائه وخدماته لمكة المكرمة ، فهو إعلامي قدير جمع بين الإخراج التلفزيوني والكتابة الصحفية فكانت له زاوية في جريدة الندوة بعنوان ( أفكار للتأمل ) ، وهو أول من تناول مؤسسات الطوافة في كتابه ( الطوافة والمطوفين ) الصادر عام 1412 هــ ، الذي ابرز بالكلمة والصورة خدمات المطوفين للحجاج منذ مئات السنين ، وبدايات المؤسسات وخدماتها .
ومن اشهر مؤلفاته مخطوطة موسوعة مكة المكرمة في ثمانية عشر جزءا ، إضافة إلى كتابه ( الإنسان أدوار وأقدار ) ، وكتاب ( يارب ) ، و( الأعشاب دواء لكل داء ) ، و ( شباب بلا مشاكل ) .
ويقول عنه الأستاذ / خالد الحسيني الصحفي المعروف ، فيصل محمد عراقي ـ يرحمه الله ـ قضى اكثر من اربعة عقود في الاعلام ، وتحديداً في مجال الإخراج ، وتولى إدارة تلفزيون مكة المكرمة ، والمركز الاعلامي عدة سنوات ، وخلال فترة ادارته للمركز أقيمت العديد من اللقاءات والمحاضرات والندوات واستضاف فعاليات الأسابيع التوعية ، كما استضاف بالتعاون مع الغرفة التجارية بمكة المكرمة معرض الصناعات الوطنية الأول في المركز الذي زاره الأمير نايف بن عبدالعزيز ـ يرحمه الله ـ ، واطلع على نموذج للحياة المكية .
وفي عهده استضاف المركز عدة حفلات لنادي الوحدة ، ولقاءات للمطوفين ، واستطاع فيصل ـ يرحمه الله ـ أن يهيئ العديد من أصحاب المواهب ويمنحها الفرصة للظهور خاصة في مجال الألقاء والفنون التشكيلية التي أقيمت لها عدة معارض .
ويواصل الأستاذ الحسيني قائلا : وللعراقي ـ يرحمه الله ـ العديد من الكتب في مجال الاعلام وغيره ، ولديه أيضا الاف الصور عن الحياة الاجتماعية في مكة المكرمة ، وترك بعد رحيله متحفاً يضم مقتنيات وقطع نادرة يجسد الحياة المكية قبل اكثر من ١٠٠ عام تحفظ به اسرته في داره في مكة
توفي يوم 6 شعبان 1421 هــ الموافق 3 نوفمبر 2000م ، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وغفر له .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للتواصل ahmad.s.a@hotmail.com