الحمد لله على نعمة الإسلام، ففي نهار رمضان وأثناء خروجنا للعبادة أو الرياضية أو الدراسة هنا في بلد الابتعاث الولايات المتحدة الامريكية ، أرى المجتمع وكأنه في كوكب أخر، يأكلون ويشربون ويتلذذون بمتع الحياة، جلهم على دين المسيحية وبعضهم يهود، وآخرون لا ديانة لهم وفي المجمل أجد أن الإسلام الوحيد من الأديان من كرم الإنسان وجعل له حضور في هذا الوجود من خلال العبادات والطاعات التي يتقرب بها إلى ربة- سبحانه وتعالى- ولا يختلف اثنان على وجه البصيرة من علماء أو متخصصين أو أطباء أن الصيام نظام صحي يحمي الإنسان من آفات كثيرة وأقلها أن يعطي جسده راح طوال 30 يوما وأن شاء يزيد في صيام النوافل التي تنفع ولا تضر وتعالج السمنة في أغلب أنواعها
ففي الولايات المتحدة الأمريكية تعد انتشار السمنة من المشكلات الصحية الرئيسية التي تواجه البلاد، حيث يعاني أكثر من ثلثي البالغين وحوالي 20٪ من الأطفال من السمنة أو الوزن الزائد. ويعود سبب هذا الانتشار إلى عدة أسباب، في مقدمتها النظام الغذائي السيئ إذ يتبعه الكثير من الأمريكيين في تناول الأطعمة العالية بالسعرات الحرارية والدهون والسكريات والملح، وشرب الكحول بنسب عالية ، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالسمنة ، إلى جانب قلة النشاط البدني وأنهم يقضون الكثير وقتهم في الجلوس أمام الحواسيب والأجهزة الإلكترونية، مما يقلل من فرصة ممارسة النشاط البدني رغم انتشار الملاعب ومسارات المشي ونظام شراكة الدرجات الهوائية
كما أن للوراثة دورا في هذه الظاهرة لديهم حسب أقوال المختصين والعلماء لان الإصابة بالسمنة قد تكون مرتبطة بالعوامل الوراثية، حيث تزداد فرص الإصابة بالسمنة إذا كان أحد الوالدين يعاني منها، وجل الأسر في أمريكا لديها هذه الإشكالية
وللعوامل البيئية جانب في المعضلة حيث يعتبر التعرض للإجهاد وقلة النوم والتلوث البيئي عوامل تزيد من احتمالية الإصابة بالسمنة وهذه يعانون منها الأمريكان لأن أوقات عملهم في اليوم والليل يعد الأطول من بين دول الغرب، ويعانون دائما من الأرق والارهاق بسبب نظام العمل ، وأسلوب الحياة ،ونظم الغذاء السيء للغاية
فلاش:
سكان بلاد “العام سام” سائرون في طريق محفوف بالمخاطرة بانتشار الأمراض الخطيرة كالسرطان وخلافه، ورغم تقدم النظام الطبي إلا أن عوامل سوء السلوك الغذائي والمعيشي يجعل المرض والصحة في أمريكا وجهين لعملة واحد ويسيران في خط متواز، وفي جل الأسواق خصوصا محالّ المواد الغذائية المؤن والبضائع مصنفة إلى “عضوي Organic” و “غير عضوي non organic” ولديهم إدارة الغذاء والدواء FAD القوية والصارمة والتي تتولى مسؤولية حماية وتعزيز الصحة العامة من خلال تنظيم الأغذية والأدوية والمنتجات الطبية والتبغ والكيماويات الصناعية والأشعة الكهرومغناطيسية، ورغم ذلك جل أو أكثر الأمريكان يعانون من أمراض العصر وفي مقدمتها السمنة ولو علموا أن علاجهم في “الصيام” لفرضوه توعية وجعلوه سلوك هذا علمي وسلامتكم




