ومع الاعتذار عن تغيير بعض الكلمات في العنوان أعلاه، إلا أن للضرورة (أبعاد)، كما ليس يقال !
حيث قرأت باستمتاع نقاشا إعلاميا راقيا بين مجموعة من مخضرمي الإعلام واالصحافة، من ذوي الخبرة الطويلة في هذا المجال، حول إصدار قرار من إحدى شركات النشر الكبرى بالمملكة، عن توقف إصدار ونشر الصحف الورقية نهائيا، وسيكون القرار نافذا بشكل قطعي بعد عيد الفطر المبارك لهذا العام !
كنت أرقب عن كثب ذلكم النقاش، وفيه مابين مؤيد ومعارض، كما هي عادة ردود الأفعال حول أي قرار، والغالبية كانوا يؤيدون القرار، بحكم أن الواقع فرض، ولا زال يفرض بقوة، هيمنة التقنية على جميع جوانب حياتنا، ومن تلك الهيمنة: الصحف والمجلات الإلكترونية، كبديل سائد عن الصحف والمجلات الورقية!
القلة القليلة الباقية الذين أخذوا يتغنون بأمجاد وتاريخ الصحف الورقية، معهم كل الحق في ذلك، ولكن وكما يقال: (لكل زمن دولة ورجال)، فالصحف الورقية كانت ثم سادت ثم بادت، وقد احتضرت منذ زمن، وليس هذا الحدث وليد اللحظة، لكن القرار جاء فقط ليشيعها إلى مثواها الأخير !
وأتفق مع البعض أن التقنية قد هيمنت على الحياة في جميع جوانبها، حتى في إطار علاقاتنا الاجتماعية، والتواصل الاجتماعي، الذي سخرت له التقنية كل الوسائل المتاحة، مابين واتسأب وتويتر وفيسبوك وسناب شات وايمو ..،وغيرها الكثير الكثير المثير، من الوسائل التي تستطيع فيها بضغطة زر أن تتواصل مع من تحب في أي مكان في العالم، وتمكث معه ماشئت من الوقت !
لكنها تبقى مثل الزهور البلاستيكية، فقد يستطيع شخص ما أن يقدم لك باقة من الورد تضاهي تلك الحقيقية لونا ورونقا، لكنها خاليةمن رائحة الورد التي تضوع روحك قبل حاسة الشم لديك..
افتقدنا الزيارات الحميمية ، والمكالمات الصوتية بالهاتف الثابت، الذي لم يعد يستخدم إلا في المكالمات الرسمية في الدوائر الحكومية والشركات!
وكذا الحال لأشياء كثيرة انقرضت، كشريط الكاسيت، وبالتالي المسجل، وجوال (النوكيا) القديم، الذي استعاضت الشركات عنه بجهاز بحجم كف اليد أو أصغر ، يحوي في داخله عشرات الأجهزة والمنافع !
إن الحزن على فقد أشياء جميلة في حياتنا شعور إنساني راق، لكن هذا هو الحال، وليس في الإمكان حالا أفضل مما كان.
بقي أن أقول: أن المخاطب في العنوان أعلاه هي الشريكة، وليست الشركة !
كتابنا
> لاتجيبين الجرايد.. وش اسوي بالورق !
لاتجيبين الجرايد.. وش اسوي بالورق !
15/04/2023 12:27 ص
لاتجيبين الجرايد.. وش اسوي بالورق !
لا يوجد وسوم
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://shahdnow.sa/214342/