إن ما أنجزته المملكة العربية السعودية من إنجازات ومشروعات تنموية خاصة من الناحية الإقتصادية مدعاة للفخر، وهذا ما أعتبره عبقرية في الإدارة خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها العالم جراء الحروب التي وقعت مؤخرًا بين عددًا من الدول الأجنبية، وكذلك وجود التحالفات الدولية الجديدة التي باتت تناطح أقوى دول العالم.
فمؤخرًا أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن مجموعة من المشروعات التي أكد على إنها ستفتح آفاقا جديدة للتنمية، تعتمد على المزايا التنافسية لكل منطقة لدعم القطاعات الحيوية والواعدة، ومنها اللوجستية والصناعية والتقنية وغيرها من القطاعات ذات الأولوية للمملكة، مما سيخدم (رؤية السعودية 2030)، الإنجازات التنموية لم تتوقف هنا فحسب، فتم الإعلان أيضًا عن إنشاء أول حديقة مائية ضخمة في السعودية، حيث تبلغ مساحتها ما يقارب 132 ألف متر مربع، فوقعت وزارة الاستثمار السعودية مع أحدى الشركات الصينية، مذكرة تفاهم للعمل على تنفيذ ذلك المشروع الهام.
ولأن هناك مجهودات لا يُستهان بها على الصعيد الاقتصادي، فقد حافظ معدل التضخم في المملكة على استقراره النسبي خلال الربع الأول من عام 2023، وفق نشرة الرقم القياسي لأسعار المستهلك لشهر مارس، حيث بلغ 3.4 % في شهر يناير 2023، ثم حقق انخفاضا في الشهر التالي فبراير 2023، إذ بلغ 3.0 %، ليصل في شهر مارس 2023 إلى 2.7 %، محققا بذلك استقرارا نسبيا في الربع الأول من عام 2023.
والملفت إن إنجازات العاهل السعودي الشاب لا تقاس بالأشهر و السنوات فقط بل أنها تقاس بالساعة و خلال 24ساعة فقط استقبل كبير أعضاء الكونغرس الأمريكي، و أعلن عودة العلاقات البحرينية القطرية في الرياض، كما استقبل وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان فيصل المقداد وزير خارجية سوريا تمهيدا لإعادة سوريا لإعادتها لمحيطها العربي و أخيرا وفد إيراني يزور الرياض استكمالا لاتفاق بكين، كل هذا في 24ساعة فقط.
إن تجربة المملكة العربية السعودية حقا مُلهمة، خاصة إنها تتسم بالحنكة والحكمة بإدارة الأمور والتعامل السريع مع جميع القضايا والأزمات المحلية والدولية، وهذا ما يكشف عن تغير كبير في الإستراتيجية السياسية، وأن المملكة قادرة على صنع نهج أستراتيجي ذو ثوابت متأصلة، وخطط مُتغيرة تتناسب مع مجريات الأحداث من حولها بما يعود بالنفع عليها وعلى شعبها.