لا شك أن العلاقة الزوجية من أهم وأسمى الحالات الاجتماعية، إن لم تكن أكثرها أهمية، فهي القاعدة الأساسية التي ترتكز عليها الأسرة والمجتمع، وبقدر ما تتسم به تلك العلاقة من سمات ودعائم إيجابية، بقدر ما تزداد فرص نجاح وتقدم الأسرة والمجتمع.
إيمانا من صحيفة شاهد الآن الالكترونية بدورها في دعم كل ما هو داعم لتنمية المجتمع ، والمسؤولية المجتمعية ، وفي سبيل مناقشة أسباب وآثار تنامي تلك الحالتين “الطلاق والخلع ” وأبعادهما القريبة والبعيدة، فقد استضفنا في ندوة خاصة الأخصائية النفسية فريدة شعيب، والمحامي والمستشار القانوني عامر فلاته، وتحدثا كمختصيْن في المجال الاجتماعي والحقوقي السلوكي، وشخصوا تنامي ظاهرتي ” الطلاق والخلع ” في المجتمع والحلول
تنامى الظاهرة لاسباب عديدة في مقدمتها عدم التكافؤ النفسي العاطفي
حيث أكدت بداية الإخصائية النفسية فريدة شعيب، أن أسباب تنامي ظاهرة “الطلاق والخلع ” لعوامل أهمها:-
أولا : عدم التكافؤ النفسي والعاطفي وفهم النفسيات لكلا من الزوجين وعدم تفهم طريقة التفكير وتقبل الاختلاف برحابة صدر.
ثانيا : تدني قيمة الذات والثقة بالنفس لدى أحد الزوجين، في حال نجاح أو تفوق أو بروز أحدهم في ” الوظيفية ” على سبيل المثال، فتبدأ الغيرة والمنافسة غير الشريفة التي تصل إلى التدقيق في أدق التفاصيل وأبسط الأمور بهدف التقليل من شأن الآخر، للدرجة التي تفقد العلاقة توازنها وتزيد الفجوة بينهما.
ثالثا : نقص الإشباع العاطفي والجنسي، وغياب الحوار والتفاهم والبخل في المشاعر والعطاء مما يسبب النفور والجفاء ويولد الرغبة في الانفصال.
رابعا : الاعتداء اللفظي والجسدي، مما يتسبب في كسر قيمة الاحترام والتقدير.
خامسا : لتأثير السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها، وعقد مقارنات غير حقيقية ولا واقعية مع الحياة الافتراضية والإعلانية التي يعرضها كثير من المشاهير، مما يؤثر على حياة بعض الأزواج ويولد لديهم حالة من عدم الرضا والشعور بالإحباط والملل والرتابة وفقدان الرغبة في التجديد والاستمرار، وقد يتطور الأمر إلى توجيه أصابع الاتهام والتقصير لبعضهما فيما هو فوق قدراتهما المادية والجسدية.
سادسا : بعض السمات اللصيقة بالشخصية والتي تتسم بصعوبة التعامل معها، مثل الأنانية، والعناد وتصلب الرأي، والعصبية، والشك المرضي، والإدمان، مما له تأثير سلبي على استقرار الحياة الزوجية وتربية الأبناء.
سابعا : الإصابة بالأمراض النفسية ورفض الخضوع للعلاج.
علو كعب الاهتمامات السلبية والهامشية اسهم في الظاهرة
فيما أشار المحامي عامر فلاته، إلى أن ذلك ليس مستغربا بل وطبيعيا في ظل علو كعب الاهتمامات السلبية والهامشية لكثير من الأفراد، على الاهتمامات الإيجابية والهامة التي تصنع شخصية متزنة وقادرة على تكوين علاقات مميزة وجميلة مع الآخرين على وجه العموم، وبين الأزواج على وجه الخصوص، وفي مقدمة تلك الاهتمامات وأهمها، الإلمام بالحقوق الشرعية للزوجين، والرقي في التعامل، وآداب وأخلاقيات الحوار.
وأضاف “فلاته” ومما يثير التساؤل خصوصا في ظل زحمة المتغيرات وقوة المؤثرات “ما هو مصير الفرد إذا لم يمنح ذاته حظا ونصيبا، ويسخر لها وقتا وحيزا لبناء قاعدة شرعية وأخلاقية تربوية متينة، وكيف سيتمكن من مواجهة ومجابهة تلك المتغيرات والمؤثرات وظروف الحياة اليومية والأسرية والتغلب عليها، ومن ثم تحويلها من ابتلاءات ومحن إلى تجارب ومنح “.
نصيحة للمقدمين على الزواج الحصول على دورت متخصصة
وحول الوصفة التي ممكن تقدمانها للأزواج والمقبلين على الزواج، ما هي النصائح الفعالة المؤثرة لتجنب أو الحد من الوقوع في الحالتين ؟
أشارت الإخصائية النفسية فريدة شعيب ، إلى مجموعة من النصائح الفعالة المؤثرة لتجنب أو الحد من الوقوع في الحالتين، ومنها :-
- وجود معاهد متخصصة في تقديم دورات تدريبية لتأهيل المقبلين على الزواج.
- تنمية مهارات التواصل والتوازن النفسي.
- معرفة نقاط القوة والضعف عن طريق الوعي والتثقيف ( الديني، والنفسي، والتربوي، والاجتماعي، والعاطفي، والجنسي ).
- الابتعاد عن اللجوء لغير المختصين ( المؤهلين المرخصين ) في تقديم النصح والإرشاد، والبعد عن شخصنة الحلول.
- معرفة الواجبات والحقوق الزوجية.
الحياة الزوجية اركان أذا اختل ركن هدمت
وأشار المستشار “فلاته ” ، إلى أن الحياة الزوجية إن جازت التسمية تقوم على مجموعة أركان، إذا اختل أحدها أصبحت العلاقة مهددة بالانهيار، وأوجزها في :
- الإلمام بالحقوق والواجبات الشرعية.
- أسلوب وأدب الحوار.
- الاهتمام والعطاء العاطفي.
- التكافؤ الجسدي.
- العناية والنظافة الشخصية والعامة.
- المواقف والذكريات المقبولة والمشرفة خصوصا لحظات ( الخلاف والخصام ) فهي بمثابة رصيد إما إيجابي أو سلبي تتحدد على ضوءه كثير من قرارات الزوجين المستقبلية.
لاستمرار الحياة الزوجية يجب المبادرة والعمل من جميع الأطراف
وفي نهاية الندوة نوه “فلاته” ، إلى أن العلاقات الثنائية والجماعية سواء الزوجية أو غيرها، تتطلب مبادرة وعمل ورغبة مستمرة غير منقطعة من جميع الأطراف فكثيرا ما تتكرر على مسامعنا عبارة ” كان وتغير أو كانت وتغيرت ” فالزواج رحلة طويلة ومحطات عديدة تتطلب عمل وجهد وصبر وتفاني متبادل وغير منقطع، كما أن الملاحظ من خلال القضايا الزوجية المعروضة وجود خلل وخلط لدى الكثيرين في فهم الأدوار والحقوق والواجبات، فعلى سبيل المثال، من غير المنطقي شكوى الزوج عدم اهتمام زوجته بمظهرها، وفي المقابل هيئته تدل على إهماله لمظهره، ومن غير العقلاني شكوى الزوجة إهمال زوجها، وفي المقابل مظهرها وهيئتها يدلان على أنها أطلقت عنان شهيتها الغذائية حتى فقدت ملامحها الأنثوية.
وصحيفة شاهد الآن الالكترونية في ختام الندوة تقدم شكرها وتقديرها للإخصائية النفسية الأستاذة فريدة شعيب ، والمحامي والمستشار القانوني عامر فلاته ، على ماقدمانه من تشخيص لظاهرة تنامي “الطلاق والخلع” ، والأسباب والحلول ، متمنين لهما التوفيق والسداد
التعليقات 2
2 pings
اليسر
29/04/2023 في 4:13 م[3] رابط التعليق
ممكن ويمكن وقد يكون
نصيحة طيبة ممكن نأخذ بها
ما ينقص منها أكمله أنت أيها الزوج
وما ينقص منه أكمليه أنت أيتها الزوجة
….وتستمر الحياة بتقبل بعضنا لبعض
إبراهيم صالح
30/04/2023 في 1:14 م[3] رابط التعليق
ما شاء الله تبارك الله .. أصبتما كبد الحقيقة خاصة في أركان الحياة الزوجية وأسباب إستمراريتها .. جهد مشكور .. بارك الله في كلاً من : السيد المحامي / عامر فلاتة … والأخت الدكتورة / فريدة شعيب