سَرَّنِي كثيرا استدعاء بيوت الخبرة من روادنا “كبار رجال الكشافة ” الأعزاء الذين أمضوا حقبة من أعمارهم وَشَابُوا في هذه الأماكن المقدسة وهم يخدمون حجاج بيت الله الحرام، إلى معسكرات الخدمة للعام الثاني على التوالي، لبوا نداء الواجب رغم بلوغهم من العمر عَتِيَّهْ ، ومن الجميل أن يَسْتَدْعِي رواد الكشافة إلى العمل ضمن معسكرات الخدمة العامة في المشاعر المقدسة ومع القطاعات والوزارات الخدمية فيها، فَأَظْهَرُوا همة عالية وإمكانيات رائعة، وتواجدهم يُعَدُّ وقودا لأبنائهم القادة والجوال والكشافة
ومن المعروف أنه في ميدان العمل يمكن أن تكون الخبرة هي الفرق بين النجاح ومزيدا النجاح في أي صناعة، وَيُدْرِكُ الأفراد والمنظمات الأكثر نجاحا هذا الجانب تماما ويسعون لتحقيقه على أرض الواقع، وَيَسْعَوْنَ في الحصول على دعم الخبراء لمساعدتهم على الوصول إلى أهدافهم بإتقان، وهذا مَا سَعَتْ إِلَيْهِ منظمتنا العزيزية “جمعية الكشافة العربية السعودية” بعد التجربة الأولى في الاستعانة بالأخوة رواد الكشافة فالثقة في التجربة مهمة لأنها مؤشر للمعرفة والمهارة ، وعندما تثق في خبرة شخص ما، فأنت تعلم أن لديه سنوات من الخبرة
وعندما تعمل مع شخص لديه الكثير من الخبرة، يمكنك أن تطمئن إلى أنه شاهد كل شيء من قبل ويعرف كيفية التعامل مع أي موقف يَنْشَأُ ، إضافة إلى توفير راحة البال، ويمكن أن تؤدي الثقة في الخبرة أيضا إلى نتائج أفضل، وهذا واقع رواد الكشافة السعودية، فهم أشخاص في رأي مُهِمِّينَ وَيَمْلِكُونَ اَلْكَثِيرَ ، على رأي المثل الدارج ” اَلدُّهْن فِي اَلْعَتَّاقىْ ”
وعندما تعمل مع شخص لديه الكثير من الخبرة، يمكنك أن تثق في أنه سينجز المهمة بشكل صحيح من المرة الأولى، وفي الغالب يكونون الخبراء قادرين على تقديم حلول أكثر إبداعا وابتكارا للمشكلات، مما قد يؤدي إلى نتائج أفضل على المدى الطويل ، وفي نهاية المطاف اعلم أن الثقة في الخبرة ضرورية للنجاح لأنها تسمح لنا بالتركيز على ما نقوم به بشكل أفضل
فلاش:
ومن خلال تجربة رواد الكشافة بالعمل والدعم والمساندة في معسكرات الخدمة، وما حَقَّقُوهُ من نجاحات، نطالب “الجمعية” العزيزية بِتَثْبِيت هذه التجربة وجعلها من متطلبات معسكرات الخدمة في الحج، وفرض شروط مُقْتَرَحَةٌ منها تخصيص نسبة 5 إلى 10 % من العدد المعتمد للمشاركين للحج لرابطة رواد الكشافة السعودية وهي تتولى اختيار المرشحين، لما لا !!؟ وقد أَثْبَتَتْ الرابطة نجاحها الكبير داخليا وخارجيا، وهي جزء لأتجزأ من الجمعية وأعضائها نتاج سنوات من العمل الكشفي في نفس الجمعية، وأعمالها وبرامجها باتت أكثر تنوعا وديمومة وانتشارا، اِعْتَمَدَتْ لائحتها وَشَكَّلَتْ لجانها، وَفَرَضَتْ عضوياتها بطريقة مؤسساتية محترمة، وفي اختيار المرشحين أرى أن تكون بضوابط تأتي في مقدمتها الصحة العامة ، ثم التخصص، وعدد سنوات الخبرة السابقة، ومدى فعالية الرائد وتفاعله مع البرامج الداخلية للرابطة طوال العام على أن يكون التدوير اَلْحَلّ اَلنَّاجِعِ في حالة زيادة أعداد المستحقين لِيَمْنَحْ كل رائد فرصته في المشاركة، وأرجو أن يجد هذا المقترح قبولا لدى الجمعية والقائمين عليها هَذَا عِلْمِي وَسَلَامَتُكُمْ .
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
*رئيس التحرير