يقف الزائر لمكة المكرمة من حجاج بيت الله الحرام مذهولا امام شبكة الانفاق التي تخترق جبال مكه شرقا وغربا شمالا وجنوبا وذلك لتسهيل حركة ضيوف الرحمن من والى الحرم المكي الشريف ..
فهناك اكثر من خمسين نفقا نفذتها بلادنا رعاها الله بتكلفة مليارية تسهيلا لحركة حجاج وعمار وزوار وسكان مكة المكرمة .
هذه الانفاق التي تخترق جبال مكة توفر المدة الزمنية لسرعة الوصول من و الى وجهة ضيوف الرحمن فتختصر الزمن والجهد لتكون هذه الانفاق رافدا من روافد منظومة النجاح لخطة الحج خاصة في مواسم الازدحام في الحج ورمضان ومواسم العمره .
ولا زالت هذه الانفاق في تزايد مستمر ما بين انفاق خاصة بالسيارات واخرى معنية بالمشاه وهي انفاق مشاه خاصة بالحجاج والمعتمرين والسكان في مكة المكرمة دون ان تضايقهم وسائل النقل التقليدية من سيارات وباصات ..
فأصوات الجرافات والمعدات الثقيله مستمره في التشييد والبناء وعلى مدار الساعة لانجاح خطط التنقل سواء بوسائل النقل التقليدية وانفاقها الخاصة بها او تلك الانفاق التي يسلكها المشاه وفق منظومة عمل وخطط تردديه تذلل الزحام وتقلل من المدة الزمنية لمدة الرحلة الى الكعبة المشرفه .
والجهود المبذوله لأعمال وتأهيل البنية الإنشائية والتحتية لتلك الأنفاق يسير على قدم وساق ففي السابق كانت الاختناقات المرورية تسبب الاجهاد والملل لسالكي الطرق الرئيسية الامر الذي جعل الحلول تكمن في ربط اطراف مكة بسلسلة من الانفاق وتسخير طبيعة التضاريس الجبلية لمكة المكرمة لخدمة سهولة التنقل من مكان لاخر في ام القرى
حيث تسهم الأنفاق بشكل كبير في تسهيل الحركة المرورية وفك الاختناقات والربط بين الأحياء السكنية والمنطقة المركزية والمشاعر المقدسة وتسهيل حركة التنقل فيما بينها.
فانفاق مكة المكرمة تضم حوالي (58) نفقاً، يبلغ إجمالي أطوالها أكثر من (35) كلم، منها (40) نفقاً في مكة المكرمة و(18) في المشاعر المقدسة، وجميعها مزودة بأنظمة السلامة والإضاءة والإطفاء وما إلى ذلك، حيث تعمل في مجملها بواسطة (32) محطة تحكم، وتحتوي على أكثر من (48000) وحده إنارة صوديوم وفلورسنت و(451) مروحة نفاثه للتهوية و(36) مولداً كهربائياً احتياطياً و(38) مضخة مياه مرتفعة الضغط لإطفاء الحريق و(35) خزان مياه علوي وسفلي و(9) أنظمة للحاسب الآلي في بعض الأنفاق و(9) أجهزة حساسة لغاز أول أكسيد الكربون و(182) جهاز إحساس بدرجة الحرارة والرطوبة في أنفاق المشاة، إضافة إلى حوالي (500) جهاز حساس لقياس مدى الرؤية وسرعة الهواء وتدفق المياه وغير ذلك
لتكون هذه الأرقام احد أوجه التقدم الحضاري لهذه المدينة المقدسه التي تسابق الزمن لتذليل كل الصعاب لحجاج بيت الله الحرام وللمعتمرين والزوار ليتفرغوا لاداء نسكهم بكل اريحية وهو الهدف الذي تنشده حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وسمو ولي عهده الأمين حفظه الله وتسخير كل إمكانات الدولة حماها الله لجعل القادم الى مكة المكرمة يتفرغ لاداء نسكه بكل هدوء وسكينة .