يصَعِّدُ اليوم الإثنين الـ8 من شهر الله الحرام -ذي الحجة- قرابة 2 مليون مسلم إلى مشعر منى، ذلك الوادي الضيق المشبه برحم المرأة، مُهَلِّلِينَ مكبرين تحفهم السكينة وَتَغْشَاهُمْ الرحمة، في أمن وأمان وطمأنينة مرديين ” لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ، وَالنِّعْمَةَ، لَكَ وَالْمُلْكَ، لاَ شَرِيكَ لَكَ”
وفي هذا التجمع الذي يعد الأكبر من نوعه على مستوى الكون، لا بد من أن يكون هناك تحديات عديدة، حيث يعد الحج واحدا من أهم المناسبات الدينية في العالم، وَيَفِدَ فِي كُلِّ عَامٍ أكثر من مليوني مسلم إلى مكة لأداء هذه الفريضة المهمة في حياة كل مسلم
إن تنظيم مثل هذا الحدث الضخم ليس بالأمر الهين، ومع ذلك تمكنت المملكة العربية السعودية من القيام بذلك كل عام بدقة وكفاءة ملحوظة ، هل تساءلت يوما عما يدور وراء كواليس أدارة هذا الجمع الهائل الذي يعد الاضخم في العالم؟
فالمملكة العربية السعودية قاطبة “حكومة وشعبا” أَعَدَّتْ اَلْعُدَّة لهذا الشرف العظيم ، وعملوا بجد واجتهاد لتحسين تجربة الحج للحجاج في كل عام، مُسْتَثْمِرِينَ كثافة البنية التحتية التي أنفقوا عليها ملايين الريالات ابتغاء ما عند الله، بما في ذلك الفنادق والنقل “الطرق والجسور ووسائل النقل المختلفة” والأمن، لضمان سير الحدث بسلاسة قدر الإمكان، مُطْبِقِينَ التقنيات الحديثة في جميع مراحل رحلة الحاج منذ عزمه على السفر إلى الحج من بلاده وحتى يعود إليها، وحققوا نجاحا باهرا على أرض الواقع رغم تحديات التنظيم لحدث بهذا الحجم، وفي كل عام يتحقق ذلك النجاح الباهر – بتوفيق الله – ثم باهتمام قادة هذه البلاد من رأس الهرم خادم الحرمين والشريفين وسمو ولي عهد الأمين، وجميع الوزراء والمسؤولين، إلى أصغر مواطن أو مقيم
النقل والإقامة – أيها السادة- هما من أهم جوانب نجاح هذا التنظيم ، ويعد من أهم مقومات نجاح الموسم ، وذلك من أجل ضمان سلامة وراحة ملايين الحجاج الوافدين من كل حدب وصوب ومن أصقاع العالم كلها، فسخرت الطائرات والقطارات والمركبات والبارجات في البحار للإسهام في نجاح الحدث
السعودية – يا سادة يا كرام- بِنْتٌ وَتَبَنِّي كل عام أكبر مدينتي خيام في العالم كاملة ومجهزة من جميع الجوانب فقط للاستخدام فترة قصيرة بين يوم إلى خمسة أيام كحد أقصى
ولابد أن نعرج إلى جانب الأمن والسلامة التي تعد أولى أولويات القائمين على شأن الحج لأنه أحد أهم جوانب تنظيم الحج فضمان سلامة وأمن ملايين الحجاج الذين يأتون إلى السعودية كل عام أمر في منتهى التعقيد، لكن السعودية تتحمل المسؤولية وتأخذها على محمل الجد وتتخذ لتحقيق ذلك مجموع من التدابير لضمان أن يكون الحج حدثا آمنا، وأحد أهم الإجراءات التي تتخذها الحكومة هو العمل بشكل وثيق مع المنظمات الدولية، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية، لمراقبة الوضع الصحي في الفترة التي تسبق الحج. ويشمل ذلك فحص الحجاج بحثا عن الأمراض المعدية، مثل COVID- 19 وغيرها من الامراض المعدية والوبائية ، قبل السماح لهم بدخول البلاد ، اضافة إلى التدابير الصحية، تطبق الحكومة السعودية أيضا إجراءات أمنية صارمة لمنع أي أعمال إرهابية أو عنف أثناء الحج ، أو محاولة تسيسيه، ويتضمن ذلك نشر الآلاف من أفراد الأمن لمراقبة الحدث والتأكد من أن كل شيء يسير بسلاسة ، ولتعزيز السلامة والأمن، نفذت الحكومة أيضا مجموعة من التدابير التكنولوجية، بما في ذلك استخدام تقنية التعرف على الوجه لتتبع تحركات الحجاج وتحديد أي مخاطر أمنية محتملة. بشكل عام، تلعب تدابير السلامة والأمن التي تنفذها الحكومة السعودية دورا حيويا في ضمان أن يكون الحج حدثا آمنا وناجحا، مما يسمح لملايين الحجاج بالوفاء بالتزاماتهم الدينية في بيئة سليمة وآمنة
فلاش:
وهناك تفاصيل دقيقة لا تتسع الأسطر هنا لحصرها، لكن في العموم الحج تنظيم فوق القدرة البشرية، وقد سخر الله لإدارتها المملكة العربية السعودية، وكتب لها التوفيق والنجاح، وعلي من يجحد هذا الجهد، وينكر ذلك المجهود يتأمل استعدادات الدول والمنظمات لتنظيم تجمعات أقل بعشرات المرات من هذا التجمع الضخم، عندها يدرك أن السعودية بفضل الله وتوفيقه دولة قوية تستطيع تنظيم أي حدث مهما كان حجمه، لأن أي حدث يضم كثافة بشرية لا يرتقي لمستوى تجمع الحج، لهذا فالسعودية دولة عظمى هذا علمي وسلامتكم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*رئيس التحرير
التعليقات 1
1 pings
زائر
26/06/2023 في 9:42 م[3] رابط التعليق
بارك الله فيكم جميعا
وكل عام وانتم بالف خير