تَقَدُّمٌ لكم صحيفة شاهد الآن الالكترونية سلسلة ” صُنَّاعُ اَلْأَثِيرِ فِي اَلْحَجِّ ” نلقى خلالها الضوء على الاذاعة السعودية بمختلف تفرعاتها ، محلية أو موجه “دولية”، ورصد مايقدمونه في موسم الحج من مواكبة لاعمال الحج ، وتقديم “دورة” مميزة للموسم وفي الحلقة الثالثة نَتَحَدَّثُ عن “إذاعة نداء الاسلام” التى بدأ بثها في 7 ذى الحجة 1381هـ المصادف 11 مايو 1962م ، بمسمى “إذاعة صوت الإسلام” ، ثُمَّ غُيَّرتْ مُسَمَّاهَا إلى “إذاعة نداء الاسلام” في 8 ذى الحجة في العام 1390هـ الموافق 4 فبراير من العام 1971م ، ولم تكتفي بتغيير المسمى فحسب بل تغير محتواها وَتَبَدَّلَتْ بَرَامِجَهَا ، وشهد التغيير من جميع النواحي كمًّا ونوعًّا
وهذه الاذاعة العتيده التى أمضت أكثر من 6 عقود تهدف إلى التعريف بالاسلام ومبادئه وبث التوعية الإسلامية إضافة إلى محاربة التيّارات والأفكار المتطرفة التي تسعى إلى تشويه صورة الإسلام.
90 دقيقة بين صلاتي المغرب والعشاء
وكانت البدابة ببث لا يتجاوز 90 دقيقة يُقتطع من البث الرئيس لإذاعة جدة وهي الفترة بين صلاتي المغرب والعشاء ، ويتضمن البث نقل آذان صلاتي المغرب والعشاء من المسجد الحرام ، باستثناء يوم الجمعة حيث يبدأ البث من الحادية عشرة صباحا إلى نهاية صلاة الجمعة يتم خلالها نقل خطبة وصلاة الجمعة من المسجد الحرام، أما في رمضان وموسم الحج يتم إضافة فترة زمنية للبث تبدأ من الرابعة أو الثالثة فجرا حسب موعد صلاة الفجر من مكة المكرمة وتستمر حتى نهاية نقل الصلاة. وفي 1982م تم تحديد البث بأربع ساعات يومياً على فترتين الأولى تبدأ عند الساعة الرابعة فجرا وتنتهي في السادسة، والثانية تبدأ عند السادسة مساء وتنتهي في الثامنة ليلا، وفي العام 2010م تم تمديد فترة البث إلى 12 ساعة يوميا.
انعكاس لسياسة البلاد على الكتاب والسنة
وَقِيَامُ هذا الصرح العظيم واستمراره في العطاء يَنِمُّ عن سياسة المملكة العربية السعودية الذي تقوم على الكتاب والسنة ، والتى حَرَصَتْ تمام الحرص على أن تجعل اذاعة نداء الاسلام صرحا أعلاميًا ومنبرًا دعويًا دينيًا ، تقدم الجرعة الدينية للمواطنين والمقيمين على ثرى هذه البلاد الطيبية ، وتخدم الحجاج والمعتمرين ، والمسلمين قاطبة في جميع انحاء المعمورة ، وتقدم للمستمعين في العالم العربي والاسلامي أنموذج لم يكن موجودا من حقبة من الزمن
وخلال فترة من الزمن ساهمت الاذاعة بتقديم العديد من الشخصيات في العالم العربي والاسلامي ، وفي المملكة العربية السعودية على وجه الخصوص ، وقدمتهم للمستمع ، وادخلت زاد المعرفة الاسلامية إلى كل بيت في البلاد
مدرسة دينة تقدم العلوم والمعارف
وفي بدايات الاذاعة شكلت مدرسة دينية بمعنى الكلمة ، إذ كان التعليم في المملكة العربية السعودية أئنذاك في بداياته أيضا ، وقدمت العلوم والمعارف الاسلامية للبعيد والقريب في المدن والقرى ، وتاريخ هذه الاذاعة العتيدة حافلٌ بالانجازات ، وكثير من طلاب العلم تتلمذوا عليها لانها تمثل اَلِاعْتِدَالُ والوسطية
لها الفضل على كل الاذاعات لتخصصها
وتتميز “اذعة نداء الاسلام” بالفضل على كل الاذاعات السعودية كونها أذعة متخصصة منذ بدايته والتى قلما تجد التخصص في فترة بدايتها في العالم العربي والاسلامي ، لذلك هي تعد من المعالم المتقدمة والمتميزة ، ويكفي أنها تُبّثُّ من رحاب بيت الله الحرام ومن جوار الكعبة المشرفة لذلك فهي في قلوب وافئدة المسلمين على الدوام
شهدت تطويرا تقنيًا وبشريًا
و”اذاعة نداء الاسلام” مثل باقي الاذاعات شملها جانب كبير من الاهتمام في تطويرها بالتقنيات الحديث والكوادر الشابة التى استطاعت أن تنقل اعمالها وبرامجها نقلة نوعية يشار اليها بالبنان
واذاعة نداء الاسلام تسعى لمخاطبة المستمع الواسع الثقافة والادراك ، وتعد هي من الوسائل الاكثر وصولا للجمهور ، وهي لازالت الاكثر اثرًا في العالم العربي والاسلامي بطرحها البرامج التى تناسب المسلمين
مدرسة اخرجت كبار المذيعيين
وتحظى هذه الاذاعة العتيد بشرف استمرار عمالقة الكلمة وكبار المذيعيين في المملكة العربية السعودية في التعاون معها رغم ترجلهم عن صهوة العمل الرسمي وفي مقدمتهم المذيع والمقدم اللامع حسين نجار ، وسعود الذيابي ، وعدنان صعيدي ، وعلي الثقفي ، ومحمد القرني ، وغيرهم ، واسهمت الاذاعة في تقديمهم عبر مشوارها الطويل وارتبط اذان السامعين لها بنبرة اصواتهم حتى باتو ماركة معروفة لدى مستمعيها