كلما طاولت جدران الطين شممت أنت وأنا العبق، وأيُّ رائحة تسكن هذا الوجدان؟ وأنّى للحروف صياغة ذاتها باستنطاق الشعر والنثر والومضات؟
ــ يُثير تعجبي حقاً بالذي يُجرد سيف النقد (والشره) لمن حوله، وهو لا يشارك أفراح أهله ولا أتراحهم بنشر الخبر المكتوب؛ وكل طاقاته وصياغاته مشاركة الناس وادعاء/ تمتمة الإحساس!
ــ يُثير تعجبي حقاً ممن ينتسبون لأبٍ واحدٍ بالأخوة والأخوات، وكذا الأم والردهات باسم الأسرة والعائلة، وهم لا يرسمون تواصلهم إلا عبر رسالة يتيمة طوال السنة بوسائل التواصل الاجتماعي في آخر ساعة بالليل؛ أو كما هو حال استطراد حل الواجب على ترانيم المنصة بإظهار الذات وتلوين الشتات!
ــ يُثير تعجبي حقاً، من يسهب في صراخ الوجع بفقد أمه بالجبانة وعلى حواف القبور، وساعة وما يتجلى السرور جُل من حوله نكرة!
ــ يُثير تعجبي حقاً، من يتظاهر بالإيمان في المساجد والمجالس، وهو يشكل في آن كل الأضغان بأولاده وأحفاده وأسباطه ونسوته!
ــ يُثير تعجبي حقاً، ممن يخاف زوجته في الاتصال، ويزاحم والده وأمه ساعة الفِحال!
ــ يُثير تعجبي حقاً، ممن لا يفتر لسانه باستحضار الأحاديث والحكمة، وجل وقته يكذب ويدلس بالتورية، وساعة يطيب له المعشر والمقام، شد راحلة ماله ووقته إلى الأماكن المقدسة والتصوير!
ــ يُثير تعجبي حقاً، ممن يتسابق على أداء الشعائر، وهو يُصعد الصغائر ويجلجل المنابر، لكل شاردة وواردة لا على الحب والاحترام والاهتمام، بل على الكره والتفرقة والعدوان!
ــ يُثير تعجبي حقاً، لمن يجمعهم حصير القرابة والنسب، وظل كبيرهم طوف الواجب، وأوجد صغيرهم سعي الرغائب!
ــ يُثير تعجبي حقاً، ممن يُوجب مشاركتك في نُتف أموره وسروره، وساعة شدتك استأسد عليك بمخالب التنصل بالبهتان والطيش والرعونة بالنور أو العتمة!
ــ يُثير تعجبي حقاً، ممن جعل كرمه وثقافته وأدبه لقرع جرس مآربه الذاتية، وأوجد من شاكلته أزرار هاتف العملة والشللية التي كلما أطعمته تحدث!
ــ يُثير تعجبي حقاً، لمن جعل العيد قُبلة رأسٍ ورسالة جأس/فأس، وجُل أوقاته نكران المنار وبوق الطبالة والفنار!
ــ يُثير تعجبي حقاً، ممن جعل الدموع وقاية بالاستدرار والبكاء، ونبض قلبه سواد، وحركاته بداد لا مداد!
ــ يُثير تعجبي حقاً، ممن يبني المجلس داخل بيته ولا يدعو إليه أحدٍ، وممن يطاول أطباق جيرانه بأنامل التصوير والدسم وهو (شاص أم يده بالبخل والجحلطة)، وفي خاتمة كل حول من سنته يناهض تصفية ماله وقبلة نواله للمرسل والمُستقبل بالرمان والعنب، فوق مُتون يحش فيني وأحش فيه وإذا التقينا الكل يمدح الثاني “اشخصه تذبهم” باللهجة الحساوية!
ــ يُثير تعجبي حقاً، ممن جعل صباح يومه صباح الخير، وخاتمة أسبوعه جمعة مباركة، وسعادة أيامه عيدك مبارك، بثقل الاتصال الصادق، وحضور النصال الواقع، وبؤس الوصال الشاهق، إلا بالتبعية العمياء، والوجه المقنع بالالتزام وادعاء الدين المعاملة!