بينما العالم يغطون بسبات عميق، لم استطع النوم في هذه الليله، في السماء من يرغب بمسامره لطيفه معه، ومع مقطوعه تعصف بي، فسرعان ما اجتاحتني المشاعر، التي ترغب بالمشاركة، فبدأت بأحاديث يسمعها من في السماء، من الجميل أن تعيش لحظات كهذه مع نفسك، ستشعر بالوحده لكنني أفضلها دوماً، لأنها تمنحك العمق لتدبر كل ما هو حولك، ومن الامور اللطيفه في هذه الليله، هو الرفيق اللطيف، الذي يغط بنوم عميق امامي بامان، نائم بعد ما منحني ثقته وشاركني لحظة، املك فيها الكثير من الكلمات، التي اود مشاركتها مع أحد، لكنني قررت مشاركته اياها.
قرآت كلمات تقول:
“القمر يظهر ليخبرنا أن وسط الظلام هذا يوجد ما هو جميل أيضا”
لأول مره أشعر فيها، أن سماء الليله غطاء دافئ لقلبي، اشعر بالكثير ولا استطيع البوح به، لا يمكنني الاقتراب بينما أنا عالقه، كما هو حال هذه الليله انا على هذه الارض، ورغبه ملحه بالتحليق عاليا هناك حيث مكانه، غيوم الليله تشاكسني لعلمها، أنني في قمة السعاده، فتحاول احتضانه امامي لتخبرني، أن هناك الكثير من الامور ليست مناسبه لي، وأن خلف هذا الصراع ما هو أجمل من تلك، الامور الذي ظننت أنها تحمل سعادتي، القمر الازرق العملاق، والذي سيكون أخر قمر عملاق سنتمكن من مشاهدته في هذه السنة، يشبه مشاعري الدفينه والخاصه، التي تتمكن من الظهور في لحظه لا يدركها أحد، مشاعر تصف حقيقة دلال، حيث العمق والمعنى، اراك لكنك لا تراني، اتطلع للقائك يامن ظننت أن عثوري عليك سيكون مستحيلاً في هذا العالم الشاسع، اجلس الان في المنتصف الاخر من الارض، واتسامر مع قمراً يجتاح ضوئه قلبي، ليمهد عبورك بداخلي، لربما تكون أنت أيضا تشاركني هذه اللحظة من النصف الاخر من هذا العالم، وقد تكون تنتظر من لا يعلم بأنتظارك!
تحجب ظروفي الكثير من الحقائق، التي قد تنقذني مما امر به، ألا أن السماء المنفى الدائم، و التي تجعلني في كل مره الجأ اليها انجو، واعود مره اخرى للحياة، اليل، النجوم، القمر، نسمات الهواء البارده، الهدوء، المشاعر المألوفه، مذاق قهوتي المختلف، شرودي التام، جميعها كيان وجزء مني، هي تواسيني بطريقة ما!
اقتباس جميل يصفني يقول:
“كنت دائماً خارج السرب، لا أحد يعرف ما يدور في ذهني، لا أتعمق مع أحد كأنما لي قضية أخرى، وأرض أخرى وحرب لا تعني الجميع”
بصراحه لا اعتقد أن مقال الليله سيكون ممتع بما فيه الكفاية، لكنه خلاصة مئات الاحاديث والكلمات، لحدث جميل ونادر الحدوث اردت أن احتفظ به، لربما اعود له يوما ما، ألا أن كنتم قد أحببتموني بصدق فقد ترغبون بالمزيد من مقالاتي هذه.
وفي ختام هذه الليله الاستثنائية اقول:
عندما لا تجد من يشاركك اللحظات، التي قد ترغب بمشاركتها، تذكر أن تصمت وتستمتع بهدوء، لان الصمت هو المعلم الاعظم، الذي يعلمنا عمق هذه اللحظات، التي ياخذها البشر على عجل، اتصل بجوهرك الداخلي من خلال التأمل الصامت في أدق وابداع الخالق لما تشاهد الان.
كتب الشاعر الصوفي جلال الدين الرومي:
“فقط دع المياه المتحركة تهدأ، والشمس والقمر سينعكسان على سطح كيانك”
لذاتك الاولوية الاولى، فلا تراهن عليها أي شي، لتكن قضيتك الاولى والاخيرة، لا تتجاهل مشاعرك مهما بدت عميقه، واياك أن تمنحها لمن لا يستحق، كن لطيفا معها واعتن بنفسك.
الا يبدوا القمر جميلاً هذه الليله^_^