أحلامنا.. بهم تتحقق.. براعمنا الصغار؛ هم الغد الواعد والاستثمار الأمثل، للوطن حكومة وشعباً؛ فهم السواعد التي ستواصل مسيرة الريادة، العلمية، والفكرية، والثقافية في شتى الميادين؛ فهم لبنة المستقبل المشرق، والعلماء فيه، والمخترعون، ورواد الفضاء، والمبرمجون، والمهندسون. تتحقق بهم رؤية مملكتنا.
واليوم -نحن- نحتفل باليوم الوطني الثالث والتسعون، تحت شعار ” نحلم ونحقق “، وهاقد تحقق الكثير من رؤية 2030 -بحمد الله وفضله- ومن ثم بجهود حكومتنا الغالية، بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهم الله ورعاهم- ومع تفاني شبابنا الطموح، في تحقيق رؤية قادتنا؛ يزداد استشعارنا بعظيم دورنا كمعلمين؛ في تحقيق هذه الرؤية وازدهار الريادة لوطننا الغالي.
وطنيتنا اليوم.. هي مسئوليتنا كل يوم.. فمع إشراقة شمس الصباح؛ يُضاء العالم، ومع فتح أبواب الفصول الدراسية، هناك عقول تُضاء بالعلم، والمعرفة. ونحن -المعلمين- مسؤولون عنها؛ فكلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته. طلابنا هم مسئوليتنا؛ إن أحسنّا الغرس وتعهدّناه بطيب السقاية، والرعاية، والأمانة ومراقبة الله؛ سيطيب جنى غرسنا، وإن طال الزمان، فكم من كلمة بنت، وكم من كلمة هدمت. كم من طالبٍ أصبح ذا شأنٍ من كلمة تحفيز من معلمه، وكم من طالب فقد الطموح، والشغف بكلمة احباط من معلمه. فعلى المعلم أن يكون معول بناء، لا معول هدم. فكل طالبٍ.. هو حلم وطنه، بل أمته، وحلم والديه. ولعله حلمك أنت -أيها المعلم-
فعلًا.. طلابي.. هم أحلامي؛ التي بها تزهو نفسي، ويتحقق ازدهار وطني، فكم كنت أحلم -مثلًا- أن أكون رائدة فضاء! ياله من شعور.. لا يوصف.. يُحال عليّ تحقيقه، ولكن.. أراه في طلابي هناك؛ من سيكون رائد فضاء، قد لا أكون على قيد الحياة حينها، قد أنساهم، وقد ينسوني. ولكن.. يبقى طيب ما غرسناه. قد ينسى المخترع منهم غداً، تفاصيل سنته الأولى حين دخول المدرسة. ولكن.. لا أظنه قد ينسى جمال الصف الأول ابتدائي. وقد لا ينسى مشاعره -السلبية- التي سبّبها له معلم ما.
بالكاد بعد -عشرات السنوات- أتذكّر تفاصيل أول سنة لي عند التحاقي بالمدرسة، ولكن.. لا أزال أتذكّر مشاعري الإيجابية؛ التي تركتها معلمتي في نفسي، مع غياب كل المواقف بكل تفاصيلها. هكذا طلابي في سنتهم الأولى على مقاعد الدراسة؛ قد يبقى معهم الشعور الذي أغرسه في داخلهم، والذي حُمّلت مسؤوليته، ووضع أمانة بين يدي؛ فهم مستقبل الوطن المشرق الواعد، وهم الاستثمار الأمثل للمعلم؛ لغدٍ باسمٍ باهرٍ. يزدهر فيه اسم المملكة العربية السعودية، يتقدم كل الدول فخراً.. ومجداً…