اختتمت عروض مسرحية (علاقات) تأليف د. حنان عنقاوي رئيسة نادي المسرح الكلاسيكي على منصة هاوي،
وإخراج : عبدالرحمن حكيم، مساعد مخرج : شوقية الانصاري، وسينوغرافيا المخرج المعروف : عادل زكي،
وإدارة خشبة المسرح و المخرج التنفيذي للمسرحية المخرج التلفزيوني : حامد الغامدي،
وذلك ضمن مشاركة الفريق بمهرجان الرياض المسرحي الأول وترشحت ضمن 20 عملا مسرحيا على مختلف مسارح الوطن، ويأتي مهرجان الرياض للمسرح ضمن خطة هيئة المسرح والفنون الأدائية بوزارة الثقافة وحراكها التنموي الحضاري للنهضة الفنية بالمسرح السعودي بتطوير وتجويد مخرجات الفنون المسرحية أداء وإنتاجا يواكب تحولات العصر التي تنبثق من تغيراته أعظم رسالة للفن، كونه من أشكال النشاط الاجتماعي الذي يمتاز بعدم الثبات والاستقرار في تمظهراته ويتغير بتغير الأنساق الاجتماعية وعبر التاريخ والممارسة يصفها (إيان كريب) في كتابه النظرية الاجتماعية “الحياة الاجتماعية والعلاقات الاجتماعية هما نتاج لعملية تطوّر وتغيّر” فكانت المسرحيات الاجتماعية منبر الوعي الانساني في قراءة المشاهد الحياتية بفطنة وذكاء يصفها (دي سوسير) بقوله: “الأعمال الفنية (رسائل) تتطلب معرفة مسبقة للشفرة الملائمة لحلها و تفسيرها بشكل واف” وهذا المؤشر أرسل دلالته جمهور توافد على فعاليات مسرحية (علاقات) خلال (5) أيام العرض، أشرفت عليهم (بنشمارك) الشركة المنظمة للحدث والتي أضافت للأجواء المسرحية لمسات فنية حضارية لاستقبال الجمهور وكبار الشخصيات الإعلامية والفنية وارتقت بتكامل المشهد الإنساني للعلاقات، فكان لتفاعل الجمهور مع فكرة المسرحية وأداء ممثليها وتوظيف السينوغرافيا الرقمية والموسيقية ذا تأثير مباشر لاستقبالهم رسالة النص المسرحي، فهو نتاج اجتماعي غير مباشر يحمل أوجه التباين من المجتمع وتجربته في بناء علاقاته ووعيه نحو تحسينها، بل وزاده العرض المسرحي بساطة جمالية بأداء تمثيلي أشبه بدورة تدريبية للمقبلين على الزواج ليرسم أداة النجاة وبراهين الاتفاقيات التي تشكّل لغة تواصلية ناجحة في علاقاتها، فمسرحية (علاقات) تستحضر سيميولوجيا المسرح في إنتاج المعنى عبر العملية المسرحية الممتدة من قراءة المخرج للنص وصولا للنشاط التأويلي للمتفرّج، فكانت لغة التشارك والتعاون برهان تكامل لإنتاج هذا البناء المسرحي الاجتماعي وليس مجرد أداء أدوار بداخله، رسمها (لبيير بورديو) بقوله: “كمنظومة حياتية من التعليم والسلطة واللغة ولنوع الاجتماعي…وصولا إلى سوسيولوجيا الحياة اليومية”.