تتحول الأحياء في مدينة الأحساء إلى لوحة فنية تمزج ما بين الطابع التاريخي والحاضر الحديث، حيث يستمتع أهل الأحساء بفصل الشتاء بطرق خاصة، وتظهر عاداتهم وتقاليدهم الشتوية بشكل لافت ومميز، وتتجسد هذه العادات في سلسلة من المظاهر الاجتماعية والثقافية، يبدع الحرفيون المحليون في إعداد منتجات تعكس الهوية الثقافية للمنطقة، حيث يمكن للزوار اكتشاف العادات المتجددة لدى أهالي الأحساء وتذوق الأطعمة التقليدية واقتناء الحرف الفنية التي تجسد التراث، ونستكشف هذه العادات بشكل أعمق والتعرف على الروح الفريدة التي يحملها أهالي الأحساء.
التحضير لمواجهة البرد
قالت (نور) مواطنة من أهالي الاحساء أن التحضير يكون بتجهيز الأغطية وإخراج الملابس الثقيلة، وإخراج أجهزة التدفئة وشرب المشروبات والأكلات الثقيلة الدافئة والحرص على أن يكون المكان دافئاً للوقاية من الأمراض وتغير الجو.
عادات وتقاليد
بينت سارة وهي من أهالي الاحساء تلك العادات والتقاليد وهي تحضير الأكلات الموسمية مثل العصيدة التي تحسسنا بالدفء، كما يستخدمون أهل الاحساء سعف النخل للخبز الذي يسمى بخبز المسح او خبز الرقاق، ويستخدم جذوع النخل للطبخ، في أثناء الخروج للبر ونصب الخيام تحضير المشروبات الدافئة مثل الكرك والشاهي والسحلب باستخدام الحطب الذي جُمع سابقا، ويسمى (القضى او الرمث او السمر) كمصدر للتدفئة، والاجتماع مع الأصدقاء والأهل بالمخيمات.
الاستعداد لمواجهة البرد
وأضافت (نور) أيضاً التأثير فينا من ناحية الجو غالبا يكون الجو لدينا حار وبدخول الشتاء، وتكثر الفيروسات والإصابة بالأمراض، ويؤثر أيضًا من ناحية الأجواء التي نعيشها يوميًا بحيث أنه بالصيف في المنزل يكون فيه حركة أكثر وبالشتاء يكون هادئاً ويزداد الخمول أكثر؛ نظراً لانخفاض درجات الحرارة أكثر
المنتجات بالأسواق الشعبية
أوضحت لنا (وضحى) مواطنة من أهالي الاحساء بعض من المنتجات، تعتمد على الكثير من المنتجات الغذائية مثل: الجريش والحساوي والهريس والملابس التي يحتاجها المُتسوق في الشتاء مثل ما يسمى بالفروة بالإضافة وأيضا ما يسمى بالسديري، ومستلزمات الرحلات من أجل التخييم مثل تكيات بيت الشعر والمشب الخاص بالحطب، وجميع المستلزمات الخاصة بموسم الشتاء كقفازات الصوف والقبعات والملابس الداخلية الثقيلة
الأنشطة
حدثتنا (وصايف) عن الأنشطة التي تحدث في الأسواق وهي أن تكون منظمة بشكلٍ أكبر بحيث تناسب جميع الفئات، وأن تكون مُعدة من النواحي جميعهم لاستقبال المتسوقين، ويتوفر بها كامل الاحتياجات لكافة الأعمار ولكي يستفيد كل من يأتي للتسوق من جميع الفئات، ولا تختص على منتجات معينة فقط.
تميز الأسواق التقليدية في موسم الشتاء عن غيرها من الأوقات
وأوضحت أيضا أنها تتميز في أنها غالبًا تُقام في أماكن خارجية بنمط قديم يحاكي العصور القديمة في الاحساء ممّا يجذب الزوار في الشتاء كما حدث في شتاء ٢٠٢٢ إقامة الواحة الأكبر على الصعيد العالمي باستقبال العديد من الوفود من كافة أنحاء العالم العربي والجنسيات الأخرى لمشاهدة العناصر الثقافية والتراثية والفعاليات المقامة، وذلك عبر مهرجان “واحة الاحساء” الذي نظمته هيئة التراث الذي يحمل في طياته الكثير من عادات وتقاليد منطقة الاحساء بالإضافة إلى، توفر كافة المستلزمات ذات القيمة المالية الأقل من الأسواق الحديثة
إن عادات الشتاء في الأحساء ليست مجرد تقاليد يتبعها الناس، بل هي تجارب حية يخلدها المجتمع بكل تفاصيلها وروعتها. ومع كل عام يأتي الشتاء ليحمل معه فرصة جديدة لتجديد الروح وتعزيز الروابط الاجتماعية، مما يجعل هذا الفصل يحمل دائمًا في طياته لمسة خاصة من سحر الأحساء.