دلال  

نقف في محطات الحياة امام بعض الاسئلة، التي تلح  بدواخلنا عن معاني كثير من الامور، والتي لا نعلم عن حقيقتها سواء ما نسمع عنها!

بينما كنت اتقدم في حياتي، كنت امر سريعاً على كثير من المحطات، منها من انتظرت فيها طويلاً لجمالها، وبعضها كدت اموت فيها من فرط مللها، واخرى تمنيت لو أنني ابقى عالقه فيها للابد.

لكن هنا اقف امام امر، لطالما رغبت بمعرفة حقيقته، والسوال الذي لا يفارقني ما هي السعادة بنسبه لي؟!

كيف هو شعور السعادة؟ هل عشته يوماً؟

ومنذُ ذلك الوقت، الذي سألت نفسي عن معناها، مرت الحياة بفوضاها وتحدياتها، ظروفها.

وفي الليله السابقة كنت اجلس في زاوية الغرفة، بينما اتصفح صديق بعد أن ناموا من حولي، التفت اتامل الناس من الدور الخامس، فأخذني الشرود وإذا بأحدهم يربت على ظهري، وحالما التفت رايت جسد صغير مليء بالندوب العميقة، التي فطرت قلبي حالما شاهدتها، وإذا بأبتسامته التي طبعت قبله على قلبي!.

هنا تساقطت شهب من الصور وكان من بينها سوالي العالق عن ماهية السعادة!

فقدم لي قطعة شوكولاه، فقبلت بها وسرعان ما سألته عن اسمه، وإذا به يقول: “صالح” فاستأذنت من والدته، أن اقوم بحضنه، وبلطف شديد تمكنت من حضنه، ورددت في اذنه لقد انقذتني يا صالح.

كان من الصعب أن امسك دموعي امامه، بعد ذهابه تأملته في مخيلتي، على الرغم من الندوب، التي على جسده والالم الذي يصارع، لامست ابتسامته قلبي في لحظة كنت اتمنى فيها التلاشي للابد، هنا أدركت أن السعادة الحقيقية مصدرها من الداخل، ليست لحظيه، بل دائمة حتى على الرغم من ظروفك، التي تمر بها هي ترافقك ومعك، هذا ما جعلني أدركه صالح^_^

الزاوية التي حملت الدفئ، الذي ملئ روحي بعد مقابلة صالح، بمثابة مواساة ولطف خفي من الرب، لطالما كان ينقذني بطريقة ما، ومن امور لا يمكنني تخيلها، ليصبح حدث ودرس عظيم تعلمته في حياتي.

على الرغم من الكم الهائل من الارهاق، الذي اعايش في هذه المدة، ألا أنني لا أزال أشعر بأنني لست وحيدة!

هناك من هو معي ويعيش بجواري، هو يسكنني بطريقة ما، أنا لستُ وحدي في هذا الجسد!.

في وصف هذا الليله، جسدت كلمات قرائتها تقول:

“كان موقف صغير، ولكن كان إشارة لحسم حيرةٍ ما”

لا أخشى فكرة أن اهجر من قبل الجميع، لكنني أخاف أن لا استوعبني يوماً!.

أحد أحب الخرافات والاقرب لقلبي تقول:

“ما تخوضه من فوضى في حياتك الان، وما يطبع على ملامح وجهك، هي حياة وملامح أكثر شخص احببته في حياتك السابقة”

ممتنه لك صغيري صالح، وانوي لك الشفاء العاجل^_^