ولد بطلا ليقاوم الإعاقة، وتحول من لاعب كرة طائرة إلى رباع لا يشق له غبار ، تجاوزت إنجازاته من سبقوه في تخصصه الرياضي ذلك هو الرباعي البارالمبي سعيد هوساوي الذي التقيته على هامش احيائه لاحد الامسيات ، فتحدث لصحيفة شاهد الان الالكترونية حديث الواثق من نفسه البطل في مجاله اليكم تفاصيل حديثه :
نتعرف عليك أولا؟
أنا سعيد هوساوي لاعب نادي مكة والمنتخب السعودي لرياضة رفع الاثقال لذوي الإعاقة، اعشق الرياضة وأسعى لتحقيق منجز اولمبي وعالمي لبلادي المملكة العربية السعودية
تحول من لعبة جماعية إلى فردية فاصبح بطلا
منذ متى وانت تمارس الرياضة عموما، ورياضة رفع الاثقال خصوصا؟
امارس رياضة رفع الاثقال لذوي الإعاقة منذ العام 2011م وكنت قبلها لاعب الكرة الطائرة، إلى جانب هواية في رفع الاثقال، كنت أتدرب في أحد الأندية الصحية واشارك في البطولات التي تقام داخل النادي، لكن أصلا كنت لاعب “طائرة”، لكن مدرب بالمنتخب الكابتن علي اليامي، عرض على بممارسة رياضة رفع الاثقال، فرغم أنني كنت معارضا لفكرة التحول من لعبة جماعية إلى لعبة فردية في الوهلة الأولى ورافض الفكرة تماما، الا ان “اليامي” اصر واستمر في اقناعي، وبدات معه على سبيل التجربة فقط، وبعد مرور فترة تجاوز العام، وهو يتابع مستواي بعد ممارسة بعض التدريبات، وبعد عامين وجدت نفسي منخرطا في مجال رفع الاثقال، واترك الطائرة تدريجا حتى أصبحت اليوم رباعا مميزا
وماهي أبرز منجزات منذ البداية في ممارسة رياضة رفع الاثقال؟
الحمد لله حصلت على بطولة المملكة 3 مرات، وحققت الميدالية البرونزية في بطولة غرب آسيا لرياضة لذوت الإعاقة 2022، وحصلت على الميدالية الفضية في بطولة أقيمت في بولندا على مستوى أوربا وبعض دول آسيا، وحققت المركز الرابع في بطولة العالم لرفع الاثقال لذوى الاعاقة، وحققت ذهبية وزني في دورة الألعاب السعودية الأولى 2022، وفضية دورة الألعاب السعودية الثانية 2023
عندما تحولت من لاعب كرة طائرة إلى رباع في رفع الاثقال هل كنت تتوقع تحقيق انجازاتك الرياضية؟
في البداية لم أكن أتوقع تحقيق أي منجز، بل وحتى أن انجح في ممارسة هذه اللعبة، لكن إصرار المدرب الكابتن “علي اليامي” وتحفيزه المستمر فتح امام الافاق، وبعد العمل وشعوري بالاهتمام من قبل المدرب وتحفيزه المستمر، لكن لم اكن أتوقع تحقيق منجزات بصراحة، بس الحمد لله انا خلال مشوار تجاوزت في إنجازاتي لاعبين سبقوني في هذا المجال بسنوات
دروس والدي سببا في كسر حاجز الإعاقة
دعني اخرج عن الجانب الرياضي وتحقيق الإنجازات، واسألك كيف استطعت كسر حاجز الإعاقة والانخراط في ممارسة الرياضة والتفوق فيها؟
أصبت بالإعاقة منذ الطفولة وفي سن مبكر وكانت الإصابة عبارة عن شلل أطفال اصابني في سن ثلاث سنوات، ولكن الحمد لله كسرت حاجز الإعاقة- بفضل الله- ثم بفضل والدي – عليه رحمة الله- كان يصر على تجاوزي هذه الإعاقة وعدم شعوري بالنقص عن الناس عامة بإلحاقي في سن الرابعة بحلقات تحفيظ القرآن الكريم رغم أن الوالدة كانت تشفق علي كثيرا، لكن الوالد كان يصر على ذهابي وحركتي، بالذهاب إلى الحلقات، وتكليفي ببعض المهام الشرائية، وكل هذه كانت رسائل ودروس منه – -رحمه الله- – ولم أشعر بها إلا بعد أن كبرت، وعندما بلغت سن التعليم اصر على الحاقي بمدرسة عامة وتبعد عن البيت وكنت اعاني في الذهاب والإياب، الكن الاندماج والاختلاط بالأسوياء منحي التأقلم على وضعي وباتت أموري عادية، وكسرت حاجز الخجل رغم كمية التنمر الذي كنت أواجه مثلا نعتي بالأعرج وغيرها من الالفاظ لكن تجاوزتها جميعا
وهل وجدت اعتراضا من أحد ابويك أو اخوتك عندما رغبت في ممارسة الرياضة وانت صاحب الإعاقة؟
لم أجد اعتراض قط من أحد لا من اقاربي أو حتى أصدقائي، بل بالعكس وجدت الدعم التشجيع والمؤازرة، مما انعكس علي إيجابا وعملت بهمة وحققت العديد من المنجزات، وكثيرا ما أجد الثناء والدعم حتى من بعض الناس عندما التقى بهم في المطارات اثناء السفر للمشاركة في المناسبات الرياضية كل هذا يزيدني ثقة بالنفس وأحمد الله على ذلك
من خلال تجربتك في المجال الرياضي هل تؤيد دمج ذوى الإعاقة في ممارسة الرياضة مع اقرانهم في الاسوياء، وهل ممكن لهم منافسة غير المعاقين؟
بالنسبة لرياضة ذوت الإعاقة نسبة 70 إلى 80 % من انديتهم مهيئة لهم، كل اشكال الإعاقة، لكن في غالب الأحيان الإشكالية تأتي من المعاقين انفسهم أو من ذويهم، من معارضة اهاليهم وذويهم من منح الفرصة للممارسة هذه الفئة للرياضة رغم حاجة ذوت الإعاقة للرياضة أكثر
لم اجد معاناة في سفراتي
دعني اسالك عن معاناتك في السفر والتنقل خلال المشاركة في البطولات والمناسبات الرياضية، كيف تتجاوزها؟
لم اواجه أي تحديات في أي مطار، بالعكس أجد التسهيل والمساعدة وتوفير الكرسي المتحرك في حالة الحاجة، إضافة إلى مساعد طواقم العمل سواء في المطارات أو على متن الطائرات، وانا كصاحب إعاقة حركية أجد كل التسهيل وكذلك العديد من الاعاقات
وماذا عن الأشخاص ذوت العلاقة مع المعاق هل ترى من الاجدر تكليف المؤهلين منهم لتولي الإدارة الفنية والإدارية، أم من الأفضل اسناد ذلك إلى غير المعاق؟
هذا امر بالطبع يرجع لحاجة الشخص نفسه وتقبله للأخر، وهناك رياضة لا يمكن لشخص معاق أن يدرب معاق لأنها تحتاج إلى تطبيق وتعليم المهارات وربما المعاق لا يمكن له أن يتولى ذلك، وهناك رياضات ممكن ان يتولى التدريب فيها شخصا معاق ، وكثير من الأحيان المدرب قد يكون سببا في تسرب الكثير من الزملاء المعاقين عن ممارسة الرياضة
وماهي أهم القصص والمواقف الإنسانية التي عشتها خلال مشوارك الرياضية محليا أو دوليا؟
هناك عشرات المواقف الإنسانية منها على سبيل المثال في دورة الألعاب السعودية الأخيرة 2023 وصلت إلى مطار جدة متوجها إلى الرياضة وحضوري كان متأخرا، فتولى الموظف إيصالي إلى باب الطائرة حرصا منه على عدم فوات الرحلة وهذا موقف انساني نبيل نعيشه دائما خصوصا محليا، وتحصل معنا مثل هذه المواقف كثيرا
مؤهلاتي العلمية قسمين
وماذا عن مشوارك العلمي اين وصلت به، وما هو اثر الإعاقة عليه؟
أولا دعني اقولك أنه في مشواري الدراسي درست تخصصات بسبب الإعاقة ولسيت برغبتي، وأخرى درستها لرغبتي وشغفي، وانا احمل – ولله الحمد- بكالوريوس موارد بشرية لاهتمام بالجوانب الإدارية، ومؤهل اخر دبلوم كهرباء وهذا حصلت عليه بسبب عشقي للأعمال اليدوية والفك والتركيب، كما حصلت على دبلوم اللغة الإنجليزية كون اللغة الانجليزية لغة عالمية والجميع في حاجته، وحصلت على ماجستير في إدارة المنشئات الرياضية لتوجهي الرياضي
قبل الختام أذا طلبت منك توجيه رسالة للرياضيين من ذوى الإعاقة فماذا تقول لهم؟
أقول لك رياضي من ذوى الإعاقة: لأتياس ولا تقف، وعليك بتجاوز كل التحديات حتى تحقق ما تصبو اليه
وصلنا إلى نهاية الحوار أذا كان لديك إضافة فالمساحة الباقية متروكة لك؟
اشكرك أولا، واشكر صحيفة شاهد الان الالكترونية على الاهتمام بذوي الإعاقة رياضيين وغيرهم