فجعت محافظة الأحساء صباح يوم الأربعاء الماضي بخبر حزين، فقد فارقنا رجل العطاء الشيخ عبداللطيف بن حمد الجبر، ووُرِي جثمانه الطاهر في مثواه الأخير بمقبرة المبرز الشمالية، حيث تجتمع الأرواح النقية لترقد في سكون وسلام.
عندما نتحدث عن هذا الرجل المعطاء، لا يمكننا إلا أن نتعجب وننبهر بالإسهامات النبيلة التي قدمها مع أسرته في كل مناحي الخير ؛
فقد قامت هذه الأسرة الكريمة ببناء مراكز طبية ومستشفيات، ومجمعات تعليمية، وإسكان خيري غير ربحي، وناد أدبي صدح اسمه في كل مكان كأحد أبرز النوادي الأدبية في المملكة.
ترك الشيخ عبداللطيف بصمة قوية في بلده من خلال رحلته في عالم التجارة، حيث ساهم بجهوده مع أسرته في إنشاء العديد من الشركات الناجحة مثل (الجبر التجارية – الجبر القابضة – البنك العربي الوطني – مصنع كرتون الخليج – وغيرها الكثير…).
ولم يتوقف عطاء الراحل – رحمه الله- على المنح ، بل قام بتوفير فرص عمل للكثير من أبناء وطننا العزيز، وتعزيز الازدهار الاقتصادي المحلي من خلال هذه المؤسسات التجارية.
وتألق الشيخ عبداللطيف الجبر في خدمة وطنه من خلال مجلس الشورى، لدورتين متتاليتين قدم خلالهما الإرشاد والنصح، مُباركًا كل ما يدعم الوطن، ويُسهم في تحقيق رغبات المواطنين.
وفاز سابقًا بجائزة المنظمة العالمية للسلام والازدهار الدولي في عام 2015، تَكْرِيمًا لجهوده الإنسانية العظيمة.
ومنح جائزة فريدة من نوعها كأول سعودي، وقد سُلِّمَت بفخر في مقر البرلمان البريطاني.
و كان رحمه الله عضوا في الكثير من اللجان التي تهتم بالخير والاقتصاد والصناعة، وشارك في الكثير من المؤتمرات الاقتصادية والصناعية والتجارية على المستوى العربي والعالمي، وحظي الشيخ عبداللطيف الجبر رحمه الله بتكريم لا مثيل له، إذ منحه الملك فهد بن عبدالعزيز -يرحمه الله- وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى بمرسوم ملكي،
وتسلم شيخ العطاء رحمه الله الوسام من قبل الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يرحمه الله- عندما كان وليًّا للعهد، في المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية في الدورة السابعة عشرة عام 1422هـ، كأحد أفضل رجال الأعمال المتميزين.
هذه سيرة بسيطة للشيخ عبداللطيف الجبر رحمه الله، الذي قدم جهودًا كبيرة لوطنه في العمل والمال والصحة، حتى في مرضه الأخير – غفر الله له- كان يرغب في حضور افتتاح مركز حمد بن عبداللطيف الجبر لعلاج الأورام، ولكن القدر سبقه في ذلك.
لقد رحل الشيخ عبداللطيف بن حمد الجبر، لكن عطاءه السخي لم يغادرنا، بل ما زال يتجدد ويتألق كالنجم في سمائنا، وأثره الطيب يبقى يشع بروحه العطرة.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله تعالى عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: إِذَا مَاتَ ابنُ آدم انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
تغمده الله برحمته الواسعة، فقد كان رمزًا للعلم والأدب والخلق، وابنًا بارًّا للأحساء ، جمع الصفات الحسنة والأخلاق الحميدة ، فأعماله الخالدة لا تعد ولا تحصى.
وهو نموذج للجميع ليحتذوا به، ويتبعوا أثره في سعيه للعلم والأدب والكرم.
أما الولد الصالح، فنحسبهم – والله حسيبهم – كذلك، عزاؤنا لأسرة الجبر، والدعاء له من كل أهل الاحساء خاصة والمملكة عامة.
بقلم:
ماجد بن عبدالهادي العرجي
مدير تحرير صحيفة شاهد الآن