في إطار سعي وزارة الثقافة للحفاظ على التراث الثقافي الوطني، دشنت هيئة المتاحف الخميس الماضي (28 ديسمبر) “مركز طارق عبد الحكيم” في المنطقة التاريخية بجدة (البلد) تحت شعار “نغمة بين التراث والمستقبل” ليكون مركزاً يستند على إرث الموسيقار الراحل طارق عبدالحكيم، ويهدف إلى الحفاظ على الموسيقى والفنون الأدائية والتراث الثقافي غير المادي للمملكة العربية السعودية.
يتضمّن المركز متحفاً يخلّد سيرة وإرث الموسيقار الراحل عبر عرض مسيرته الشخصية ومجموعة من أرشيفه ومتعلّقاته، ومركزاً للأبحاث الموسيقية يتيح للباحثين الاستفادة من محتوى وأرشيف موسيقي واسع.
ويُعدّ الموسيقار طارق عبدالحكيم أحد أبرز أيقونات الفن في المملكة، فقد كان موسيقياً وملحناً حصد العديد من الجوائز، كان من أبرزها جائزة اليونسكو الدولية للموسيقى من المنظمة العالمية للمجلس الدولي للموسيقى في عام 1981، ووسام الاستحقاق من الملك فهد رحمه الله، وذلك لما قدمه من إنجازات، كان من أبرزها تأسيس مدرسة موسيقات الجيش السعودي، وتطوير الأغنية السعودية، وتوثيق الإرث الموسيقي، واستحق بذلك لقب “عميد الفن السعودي”.
وحضر حفل تدشين “مركز طارق عبد الحكيم” الرئيس التنفيذي المكلّف لهيئة المتاحف الأستاذ إبراهيم السنوسي، وعائلة الموسيقار الراحل طارق عبد الحكيم، وعدد من الفنانين المشاركين من المملكة والدول العربية، من بينهم الفنانة القديرة توحة التي جمعها بالموسيقار بعض الأعمال التي لا زال صداها يتردد إلى يومنا الحاضر، والفنانة القديرة هيام يونس، التي اشتهرت بأغنية “تعلق قلبي طفلة عربية” من ألحان الموسيقار الراحل. وكذلك حضر الفنان عمر العطاس، والإعلامي الموسيقي الأستاذ القدير علي فقندش.
جاء حفل التدشين بتقديم حفيدة الموسيقار، الإعلامية رشا خياط والتي شاركت في كلمتها الافتتاحية مدى فخرها بمسيرة جدها، وفرحها بتحقق أمنيته القديمة، وهي أن يكون له متحفاً موسيقياً تحت مظلة وزارة الثقافة.
ثم كانت كلمة للرئيس التنفيذي المكلّف لهيئة المتاحف الأستاذ ابراهيم السنوسي، جاء فيها: ” احتفاءً بروّاد الفن والثقافة في المملكة، وتقديراً لإسهاماتهم القيّمة في تشكيل الهوية الوطنية والتراث الثقافي، اقتنت وزارة الثقافة مجموعة الموسيقار الراحل وأسّست “مركز طارق عبدالحكيم” الذي يهدف الى الحفاظ على الموسيقى والفنون الأدائية والتراث الثقافي غير المادي للمملكة العربية السعودية” وأضاف: “يستمرّ إرث طارق عبد الحكيم في تشكيل مسار الموسيقى السعودية وإلهام الأجيال القادمة، ونأمل أن يشكّل هذا المركز المسمّى باسمه نقطة تواصل بين أجيال المؤسسين والأجيال الناشئة والقادمة، ليجسّد المركز شعاره بأن يكون “نغمةً بين التراث والمستقبل”.
وتحدثت مديرة المركز الدكتورة ليزا يوركفيتش عن تاريخ الموسيقار وعن أهداف المركز الذي يحمل اسمه، مشيرةً إلى أنه “مركز طارق عبد الحكيم” سيلعب دورًا مهمًا في تعزيز فهم تاريخ الموسيقى في المملكة العربية السعودية وإسهامات شعبها في مجال الفنّ بشكل عام.
وصاحب الحفل عروض موسيقية حية عُزفت فيها أشهر ألحان الموسيقار. وفي ختام الحفل، جال الحاضرون في المتحف الذي يستعرض الإرث الموسيقي السعودي وأبرز محطات مسيرة طارق عبد الحكيم.
كما صاحب افتتاح المتحف للعموم يوم الجمعة ٢٩ ديسمبر مسيرة في جدة البلد وعروضاً موسيقية حيّة..
وسيفتح المتحف أبوابه للزوار ابتداءً من ٣٠ ديسمبر، من خلال حجز التذكرة المجانية عبر الرابط التالي:
https://dc.moc.gov.sa/home/ar/event-tickets/131/tariq-abdulhakim-center-museum/