يتجه المريض يتألم الى مستشفى النور التخصصي بمكة المكرمة.. او يتجه لها الإنسان حامل احد والديه او ابنائه او اخوته بين الحياة والموت.. او مريض سكري باغتته الأزمة أو رجل معه زوجته تتألم من طلّق الولادة أو أو أو الكثير من الحالات الصحية المؤلمة والموجعة..
ففي الأخير هيا ” مستشفى ” اي موقع لمعالجة الألم عافانا الله وإياكم.. وليست سوق تجاري ولا مركز ترفيهي..
كما يتجه لها من يصعب عليه العلاج في المستشفيات الخاصة بسبب ظروفه المالية.. او من يكون بالقرب منها ويمرّ بحالة مرضية طارئة لا تتحمل الإنتظار ..
ليتفاجأ هذا المغلوب على أمره بعد ان كتب الله له السلامة على ايدي ملائكة الرحمة بمستشفى النور بأن رحلته لم تنتهي بعد ولن يعود الى منزله لينال قسطاً من الراحة بعد الألم الذي واجهه.. لكنه سيتوجه بمرضه وتعبه وأدويته او بذويه المرضى مستقلاً سيارة أجرة ( إن وجد ) الى مقر إحتجاز مركبته ” الحجز الخاص بشركة موقف ” ( حجز اللا رحمة ) بعد ان تفآجأ بعدم وجودها بالموقف الذي وضعها به عندما كان الألم يعتصرّه ويسيطر على جميع حواسه ويشّل تفكيره وكل غايته في حينها الوصول الى السرير الأبيض..
طبعاً لن يعلم هذا المغلوب على أمره أين سيارته مباشرة بل سيتوجه بمرضه وتعبه وأدويته أو بذويه المرضى الى المارّه والى مكاتب ” السيكيورتي ” الخاص بالمستشفى ليسألهم اين يقع هذا الحجز..!!
وعندما يصل أخيراً بمرضه وتعبه وأدويته او بذويه المرضى الى مقر ( حجز اللارحمة ) سيجد نفسه مطالباً بمبلغ مالي يجب ان يدفعه لإستخراج سيارته التي غالباً لن تكون آخر موديل ولا فارهه فلو عدنا لبداية المقال لوجدنا أنه غالباً إنسان بسيط توجه للمستشفى الحكومي لعدم مقدرته المالية للدفع لمستشفى خاص..
فيضطر هنا لدفع المبلغ ” ويعلم الله قصة تدبيره لهذا المبلغ في حينها “.. ليستخرج سيارته ويعود بمرضه وتعبه وأدويته او بذويه المرضى لينال قسطاً من الراحة بعد العذاب الذي مرّ به..
ولن أتجاهل بذات الوقت المشهد المؤلم الذي سيراه هذا المغلوب على امره لحظة وصوله الى الإستقبال الخاص بمقر ( حجز اللارحمة ) وهوا يرى الناس مصطفين كلاً يحمل بيده كيس علاجاته عليه شعار وزارة الصحة ووجيهاً يعتليها الألم و المرض ليدفعون المبالغ المطلوبة ويستخرجون سياراتهم من حجز اللا رحمة..
وقد سمحت لنفسي بتسميته بحجز اللارحمة لأن الأمر برمتّه يفتقد تماماً للرحمة ويتجرد من الإنسانية بكل ماتعنيه الكلمة..
الآن أمانة العاصمة المقدسة ومعالي امينها أمام أمر هام يتعين عليها إتخاذ موقف حازم إتجاه ” شركة موقف ” بعد أن حولّت هذه الشركة بهذا التصرف مهمتها من تنظيم الى بحث عن مادة فقط لاغير ضاربة بأبسط معاني الإنسانية عرض الحائط مستغله ظروف مرض وألم البسطاء لجمع الأموال..
لا حجة لهذه الشركة ولا القائمين عليها إتجاه مايقومون به تحديداً عند مستشفى النور التخصصي بمكة المكرمة فلا فديننا الإنسانية.. ولا من أخلاقياتنا التجرد من الأنسانية.. فلو وجدنا هذا الأمر منهم عند سوق تجاري او مركز ترفيهي وهذا حاصل وموجود فلهم كامل الصلاحيات والحرية في ذلك..
اما مستشفى.. ياناس مستشفى.. ياخلق مستشفى.. ياعالم مستشفى..
والأدهى من ذلك تواجدهم عند مقابر المعلاة رحم الله الراقدون تحت ترابها.. ولنا فيها وقفة قادمة..





