اِسْتَرْجَعَ مدير مكتب الصحيفة في “عدن” الزميل منصور عامر ناجي ذكريات زواجه الذي مضى عليه نحو ثلاثة عقود ونصف العقد من الزمان، ودون ذكرياته في اسطرٍ بداها بقوله تعالى ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) الآية…
وقال: يصادف اليوم العاشر من يناير هذا العام2024 ذكرى زواجي الخامس والثلاثين بشريكة العمر (أم عامر) أم أولادي وبهذه المناسبة أكتب هذه الأسطر وأهديها لها ولكل زوج وزوجة في هذا العالم جمع الله بينهم في شراكة حقيقية وناجحة بنيت على أساس الحب ، والتفاهم ، والاحترام ، والتقدير لبعضهما ، متجاوزين بهذا كل مصاعب الحياة وظروفها القاسية ، ومتسلحين بالتوكل على الله والقرب منه وعلى القيم الإنسانية وجوهرها “التعاون والصدق والوفاء والتسامح والإصغاء للآخر واتخاذ القرارات الصعبة معا” والقيام بواجبهم ورسالتهم في الحياة في تربية أبنائهم في إطار الشراكة الحقيقية على أسس الاستقامة والصلاح في السلوك والمعاملة، وأحمد الله وأشكره أننا نجسد ذلك ببساطة على واقع الحياة سلوك وعمل رغم كل متاعب الحياة وهمومها ومشاكلها
وأكد “ناجي” أن الله خلق المرأة شريكا للرجل فهما متكاملان، فهي ليست أقل منه شأنا، فالمرأة شريك للرجل في الحياة العملية، والزوجة شريكة لشريك حياتها في حياتهما الزوجية، وفي هذا افتخار لهما، حيث لا يكتمل دور الزوج دون الزوجة، والعكس صحيح. وحينما تجلس في وسط أسرة؛ لا تستطيع أن تعرف حال هذه الأسرة، أو مدى سعادتها أو عدم سعادتها؟.
وهنا أقول إن للسعادة الزوجية ملامح واضحة تظهر على جميع أفراد الأسرة، فيستطيع كل من يعرفهم أو يتعامل معهم أن يقول هذه حقة أسرة سعيدة.
وبين “ناجي” أن الزواج الذي يتوافق فيه الزوجان في الفكر والميول والآراء، بصفة عامة مع اتزان العواطف، بحيث لا تبدأ السعادة بقوة في الفترة الأولى للزواج، ثم تخبوان بعد ذلك، وإنما تستمر وتزيد كلما أمتد العمر وهنا أقو ل أن الناس أصطلح على إطلاق لقب على ذكرى أعياد الزواج، فمبروك مقدما لك عزيزي الزوج القارئ وعزيزتي الزوجة القارئة في تسميات ذكرى عيد زواجك…
وأشار “ناجي أن العيد الأول للزواج مسمى الورقي، والعيد الثاني- بعد مرور عامين- يسمى القطني، والثالث الجلدي، والرابع الفاكهة والزهور، والخامس الخشبي، والسادس الحديدي، والسابع الصوفي، والثامن البرونزي، والتاسع الفخاري، والعاشر الصفيحي،، والخامس عشر البلوري، والعشرين الخزفي، أما الخامس والعشرون يسمى الفضي، والثلاثين اللؤلؤية ، والخامس والثلاثون المرجاني، والأربعين الياقوتي الأحمر، والخمسين الذهبي، والستين والسبعين يسمى العيد الماسي، أطال الله أعماركم وأسعد أيامكم
وأوضح” ناجي “أن فالزواج نعمة من الله -سبحانه وتعالى- والثقة الأكيدة بأن الله، هو من وفق بينكما، وجمعكما معا، ويملأ قلبيكما بالحب تجاه أحدكما الآخر والدعاء إلى الله لبعضكما، والتعهد بصفة دائمة في وقت الفرح وفي وقت الشدة وهناك شروط للزواج السعيد، مؤكدا أن الحب يجب أن يكون غير مشروط، إراديا وعمليا يعبر عنه بالمشاعر والكلمات وبالطرق العملية، كالمساعدة والمشاركة، وليس بالكلمات فقط، وأيضا بالانسجام والاقتناع بين الشريكين والقدرة على فهم كل منهما للآخر، حتى قبل أن يعبر ويتكلم، وهذا يمنحهم نجاح الاتصال فيما بينهم، وكذا عند اتخاذ القرار الأصوب بالمشورة العادلة بينهما بحيث يناسب ظروف كل منهما بلا أنانية…
وأوضح” ناجي “أن الأسرة السعيدة تحتاج إلى زوج من صفاته القيادة الناجحة، المحبة، بلا تعصب أو ديكتاتورية وهذا يجلب الشعور بالأمان.
وأضاف: فإن لم تشعر الزوجة أنها تعيش في أمان_ بلا تهديد _مع زوجها الوفي المخلص لها وحدها، فلن تتحقق سعادة الأسرة، كما أن المشاركة في المسؤوليات، والأعباء المنزلية، وفي تربية الأبناء وفي الدخل المادي (إذا كانت الزوجة تعمل) والمشاركة قبل كل شي في المشاعر وفي الفرح والحزن، وأن يشعر الزوج أو الزوجة ليس فقط بأن شريك حياته زوج له، بل صديقا مخلصا ووفيا، يبذل كلا ما في استطاعته لإسعاد واستقرار بيته وأن يحترما بعضا مهما اختلفت الظروف سواء من الناحية الثقافية أو المادية، أو الوضع الاجتماعي… فما دام رضي به وبظروفه شريك لحياته، وجب عليه احترامه واحترام ظروفه…
وقال” هنا تبرز الصراحة فهي من أهم مقومات السعادة، فعدم قول الحقائق كلها واضحة والاكتفاء بقول البعض منها أو الكذب، كل هذه الأمور تعمل على هدم سعادة الأسرة، وذلك لافتقاد الثقة والأمان بين الزوجين
وباعتبار كاتب الأسطر اليوم زوجا {مرجانيا} ويحتفي بذكرى عيد زواجه الميمون الخامس والثلاثين، فأني سوف أكتب بعض النصائح للشباب المتزوج حديثا أو المقبل على الزواج والتي أرى من وجهة نظر متواضعة تحتاجها الأسرة السعيدة وعليك أن لا تنظر إلى زوجتك بعين التعالي أو الأهم شأنا، وتذكر أن كل حق تمنحه لنفسك يجب أن تعترف بمثله لزوجتك كما عليك تقدير مجهودها وتعبها في العناية بالأطفال، ورعاية شؤون المنزل ولا تطالبها بالمزيد، وحاول أن تمد يد العون لها مع تكييف نفسك على التضحية بحب ورضا بجزء من حريتك ووقتك في سبيل أسرتك وسعادتها، وتجنب نقدها أو مقارنتها بأحد وأشمل أسرتك بحبك وعطفك وحنانك، ولا تسمح للهفوات أو الأخطاء أن تمر دون أن تتفقا على الصفح عنها، والالتزام بعدم تذكرها أو المعايرة بعد ذلك، فاختزان هفوات الآخر ثم إخراجها وقت اللزوم ضد شريك الحياة حطم أسرا كثيرة وأفقدها السعادة، أمدح أناقتها أو جمالها أو لبسها أو حتى إعدادها للطعام والعناية بالمنزل سواء في وجود الاهل او الاصدقاء اوعدم وجودهم…
وفي الأخير لتانسي الهدية البسيطة أو الكلمة الحلوة المشجعة في المناسبات أو بين الحين والآخر حتى بعد مرور سنيين عديدة على زواجكما…
وقال “ناجي” وللزوجين أقول: تذكرا أن رغيف خبز وقليلا من الملح مع حب وسلام في بيتكما، خير من الولائم في جو ملء بالكره والغضب أو الخصام مع الحرص الشديد منكما على دوام مشاعر الود والاحترام وتشجيع كل منكما للآخر في كل الظروف، وتحلوا بالإصغاء لبعض والاعتراف بالخطأ أن حدث والمبادرة بالصفح والتسامح عما بدر من أحدكما تجاه الآخر، وعلى كيفية تلاف الاخطاء… كما أن وضع الميزانية للمنزل معا والاتفاق على على أوجه الإنفاق دون أسرار فالصدق والأمانة في التعامل بينكما وأيضا في طريقة معاملتكما للآخرين، فأنظر إلى موقعك بين أعياد الزواج فهل أنت؟ ورقي أم خشبي أم فصيحي أم فضي أم لؤلئي أم مرجاني والعقبى الذهبي والماسي إذا أراد الله لي ولكم.






