رحب رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية صاحب السمو الملكي الامير عبدالعزيز بن طلال بن عبدالله آل سعود بالمشاركين في مؤتمر الحماية المجتمعية والمعوقات التي يواجهها الاطفال من ذوي الاعاقة
الذي اقيم افتراضيا عبر تقنية “الفيديو كونفراس” جاء ذلك خلال كلمته في حفل الافتتاح
وقال “سموه” في مستهل كلمته ” نلتقي اليوم بعد مرور أسابيع قليلة على الاحتفال باليوم العالمي والعربي للأشخاص ذوي الإعاقة – بما في ذلك الأطفال من ذوي الإعاقة – والذي يهدف إلى تعزيز التوعية بحقوقهم ورفاههم في جميع المجالات الاجتماعية والتنموية، وذلك تماشيا مع المواثيق والاتفاقيات الدولية والإقليمية، ووفقا لأهداف التنمية المستدامة 2030.
وأضاف ” ويكفي الإشارة إلى أن أحدث تقارير منظمة اليونيسف تؤكد أن عدد الأطفال من ذوي الإعاقات يبلغ 240 مليون في العالم، أو أن هناك طفلا واحدا من كل 10 أطفال في العالم هم ذوو إعاقات، مما يكشف عن عمق الحرمان الذي يعانون منه في عدة مؤشرات للعافية، بما في ذلك الصحة والتعليم والحماية.
ومضى يقول ” العمل من أجل الأطفال من ذوي الإعاقة كان ولا زال التزاما من المجلس العربي للطفولة والتنمية، منذ بدايات تأسيسه، وذلك من خلال العديد من الأنشطة والإصدارات والتقارير والأدلة الارشادية والتدريبية والمواد الإعلامية والثقافية، بل ودعم جهوده عبر سلسلة من البرامج والمشروعات الاستراتيجية التي استهدفت بالأساس إعمال حقوق الأطفال ذوي الإعاقة، وإتاحة الفرصة للتأهيل والدمج والتمكين في مجتمع متكامل إنسانيا يعزز التنشئة على المواطنة ويقدم دعما للجميع.
وأكد سموه أن لمشروع الاستراتيجي الحالي بالشراكة مع جامعة الدول العربية ياتي استمرارا لجهود المجلس العربي للطفولة والتنمية وقال ” أن برنامج الخليج العربي للتنمية ” أجفند”، والبنك الإسلامي للتنمية، والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، حول “الكشف والتدخل المبكر لمساندة الطفل العربي ذي الإعاقة في ضوء التطور العلمي والتكنولوجي”.
واضاف ” يستهدف هذا المشروع تنمية ورفع الوعي بين الأسر والمتعاملين مع الأطفال من ذوي الإعاقة بالأساليب والبرامج المناسبة لتعزيز فرص الكشف والتدخل المبكر لهؤلاء الأطفال، وذلك باستخدام التقدم التكنولوجي والتطور العلمي في عصر الثورة الصناعية الرابعة وما بعدها.
وقال سموه ” تشير التقديرات العلمية إلى أن ما بين 50 – 80 % من الحالات يمكن الوقاية منها عبر التدخل باستخدام الأجهزة التكنولوجية المناسبة، والكشوف المبكرة. فالتقدم المتسارع في مجال التكنولوجيا مكن من اكتشاف أعراض بعض أنواع الاعاقات، بينما الطفل لا يزال جنينا وأيضا بعد الولادة، وبالتالي تزداد فرص تجنبها أو التخفيف لأبعد حد من آثارها المتوقعة عبر التدخل المبكر.
وأضاف ” نعرب عن تقديرنا لشراكة المجلس العربي للطفولة والتنمية مع جمعية نداء اليوم في عقد المؤتمر الإقليمي “الحماية المجتمعية والمعوقات التي يواجهها الأطفال ذوي الإعاقة”، لمناقشة القضايا التي تمثل معوقات أو صعوبات، فقد تمكن المجتمع العالمي بما في ذلك المجتمع العربي عبر جهود كبيرة استمرت لعقود من أن نتجاوز مرحلة التهميش لفئة ذوي الإعاقة بما فيها الأطفال، إلى مرحلة الرعاية والشفقة، ومنها إلى مرحلة الدعم الحقوقي والتشريعي، واليوم نتطلع إلى تفعيل مرحلة جديدة تشهد التطبيق الفعلي لتوفير البيئة الداعمة لهؤلاء الأطفال، وهذا لن يأتي إلى من خلال القضاء على تلك الصعوبات والتحديات، وتوفير كل سبل الإتاحة والدمج والتمكين من أجل تحسين وتوفير بيئة داعمة لهم تسهم في التعزيز والتطوير المستدام للخدمات المقدمة لهم في مجتمعاتهم .
وأكد أنه رغم كل الجهود التي يقوم بها المجلس العربي للطفولة والتنمية والشركاء، إلا إن الطريق لا زال طويلا ويحتاج إلى المزيد من العمل والتكاتف والتضافر بين الجهود الحكومية والمجتمعية من أجل إزالة الصعوبات القائمة في قضايا الطفل ذي الإعاقة، والتي لا زالت تشكل تحديا كبيرا، بما ينعكس إيجابيا على هذه الفئة من الأطفال، ولنحقق الأمل والحلم في مستقبل أكثر عدلا وانصافا وإتاحة لهم.
واختتم سموه بتوجيه الشكر إلى وزارة التضامن الاجتماعي بجمهورية مصر العربية على جهودها في هذا المجال، والشكر لجمعية نداء وكل الشركاء، ولحضوركم الفاعل، والشكر لكل فرق العمل التي ساهمت في التحضير والتنفيذ لهذه الفعالية.