في لمسة اليد شفاء
أثناء الحرب العالمية الثانية ، مات عدداً من الأسر وتركوا مجموعة من الأطفال ، في عنابر ليتامى الحرب ،
وقد لاحظ طبيب من الأطباء ، أن أحد العنابر يبدون فيه الأطفال أكثر هدوءًا ، ونسبة الموت بينهم أقل ، وسماعهم لأوامر الممرضات أكثر..
أخذ يتساءل لماذا هذا العنبر بالذات ، أطفاله هكذا !!!
وبدأ يرصد كل العنابر ، فما وجد اختلافاً في الرعاية والاهتمام ، إلا أنه اكتشف أن هناك عجوزاً تسكن بالقرب من هذا العنبر ، وتحضر كل يوم تلمس الأطفال على رؤوسهم وتحتظنهم ، مما كان له الأثر على صحتهم النفسية والجسدية.
إنّ ِللمسة اليد أثر عجيب ، ومفعولها قوي ، وأنها تعبّر عن مشاعر وأحاسيس تغني عن الكلام ، والدراسات النفسية المختصة الحديثة ، أثبتت أن لمسة اليد لها نتائج إيجابية على النفس البشرية ، وهو ما عرفه المسلون منذ 1400 سنة و الإسلام سبق علماء الغرب في هذا العلم الذي لم يكتشف عندهم إلا حديثا والدليل قول الرسول صلى الله عليه وسلم لعثمان بن أبي العاص لما اشتكى إليه وجعاً يجده في جسده :
ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل: بسم الله ثلاثاً … وقل سبع مرات: أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر
يقول العالم الأمريكي المختص في الأعصاب والدماغ الدكتور _جيم كوان _ بأنه أجرى عدة دراسات على لمسة الإنسان؛ فوجدها تعالج الكثير من الأمراض ، مثل حالات التوتر والقلق ، وأن اللّمس يحمل نتائج إيجابية جداً ، كنمو سريع عند الأطفال الخدّج ، وخفض الشعور بالألم، وتحفيز جهاز المناعة وتنشيطه .. وإفراز الهرمونات التي تنظم الدورة الخاصة بنوم الإنسان واستيقاظه، وافراز هرمون السعادة . وهي أي اللّمسة مثل المضاد الحيوي في تخفيف الأمراض بسرعة ، والشفاء بإذن الله.
وكما أن ِللمسة اليد فوائد صحية ، فهي أيضاً لغة خاصة لا يستشعرها إلا القلب ؛ فالنفس البشرية تحتاج الاحتواء والحب والاهتمام لا بالكلام فقط إنما بالفعل وهي لمسة الجسد … والتي توصّل تلك المشاعر وتترجمها ،
حتى أننا نرى تأثيرها على الطفل وتفهم حاجاته ، واستشعاره بالأمان ، لاسيما في الأشهر الأولى من عمره ، مما يعود عليه بصحة جسمية نفسية جيدة ، فملامسة الأم للطفل تعيد له ذكريات عاشها في رحم أمه وبالتالي يشعر بالراحة والأمان.
وكذلك بين الوالدين وأبناءهم ، فاللّمسة ً والاحتضان يخلقان مزيداً من الحب والتآلف اللذان يؤديان للراحة النفسية ويشعرونهم بالعطاء ويمنحهم قوة شخصية ورضا عن الذات ..
واللّمسة الحميمية تقوي روابط الحب بين الزوجين وبين الوالدين ، وهي من أجمل الطرق في التعبير عن الحب وإظهار المشاعر والتعاطف .
إن ممارسة لمسة اليد لا سيما اليمنى ، كما حث على ذلك الإسلام في العلاج بالرقية ، له تأثير على الجسم ؛
تعيد للمريض طاقة التوازن عبر وضع اليد اليمنى على الرأس ، والذي يعطي الاطمنئنان والهدوء النفسي ، فضلا عن العلاج روى النسائي عن عمران بن الحصين ، أنه قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة فقال : ادن مني فدنا منه فوضع يده على أعلى جبهته ثم أجرى يده وسمى عليه ودعى له ،
وروى البخاري عن عائشة بنت سعد بن أبي وقاص، أن أباها قال: (تشكّيت بمكة شكوا شديداً فجاءني النبي صلى الله عليه وسلم يعودني، فوضع يده على جبهته، ثم مسح يده على وجهي وبطني، ثم قال : اللهم اشف سعداً وأتمم له هجرته، فمازلت أجد برده على كبدي فيما يخال إلىّ حتى الساعة. لأن الجبهة موضع انبعاث اللمسة العالية الموجبة.
والمسلمون استخدموا لمسة اليد اليمنى في العلاج ؛ لأنها تزيد عن لمسة اليد الشمال بحوالي ٣ مرات ، وإنها تمثّل في الجسم القطب الموجب الذي تمكّنه أن يعطي الراحة الفاعلة لتقوية جهاز المناعة ، والاطمئنان لاسيما مع
قراءة القرآن الكريم .
لغة اللمس جاذبة للحب ..وهي من أعظم اللغات تعبيراً
امنحها لابنك أو زوجك أو أمك أو صديقك .. امنحها للورد وسترى نضارةً وتفتحاً وعبيراً .
التعليقات 1
1 pings
نوسا المعيوف
25/10/2017 في 8:26 ص[3] رابط التعليق
ولنا ف رسول الله أسوة حسنة???عليه أفضل الصلاة والسلام وع آاه وصحبه وسلم??
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( من وضع يده على رأس يتيم رحمة كتب الله له بكل شعرة مدت على يده حسنة) رواه الإمام أحمد عن أبي هريرة رضى الله عنه قال “أن رجلاً شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه فقال له:إن أردت تليين قلبك، فأطعم المسكين، وامسح رأس اليتيم. رواه أحمد