في هذه الزاوية أتحدث كل يوم وعلى مدار شهر رمضان المبارك بإذن الله عن شخصية تركت أثرا بارزا في المجتمع ، سواء كان هذا الأثر في مجال التعليم ، أو في المجال الاجتماعي ، أو الإعلامي ، فالهدف هو إشعار أبناء الجيل الحالي بالمعاناة التي وأجهت الرواد في حياتهم ، وكيف استطاعوا التغلب عليها .
كلما نظرت إلى الكعبة المشرفة ، طائفا حولها ، أو مصلي أمامها ، أو حتى مشاهدا لها عبر شاشات التلفزيون ، توقفت أمام جمال الخط العربي الذي يزين حزامها وأركانها الأربع ، وقبلهما ستارة بابها .
وبين وقفات جذبت العين ورغبة في العلم بالشيء ، أخذت أقلب الصفحات لأقرأ عن خطاط هذه الكسوة الشيخ عبد الرحيم أمين ـ يرحمه الله ـ المولود في مكة المكرمة عام 1335 هــ / 1917 م ، والذي بدأ عمله في دار الكسوة ، منذ إنشاءها عام 1346هـ ، بأمر من الملك عبدالعزيز- طيب الله ثراه – ، وتم إنشاؤها بجوار المسجد الحرام في حي أجياد ، وتعتبر أول دار خُصصت لحياكة كسوة الكعبة المشرفة في المملكة العربية السعودية.
وعاما تلو آخر اكتسب الشيخ عبدالرحيم أمين ـ يرحمه الله ـ خبرات عملية ، وأخرى إدارية مكنته من الوصول لمنصب رئيس فني في عام 1350هـ ، ثم وكيلا للمصنع عام 1382هـ ، حتى تقاعده عام 1399 هـ ، ليعين بعد ذلك مستشارا للمصنع.
وقد تولى الشيخ عبدالرحيم أمين ـ يرحمه الله ـ كتابة باب الكعبة الذي أمر به الملك عبدالعزيز ـ يرحمه الله ـ ، كما تولى كتابة كسوتها ، وحينما أمر الملك خالد بن عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ بصناعة باب جديد للكعبة ، قام الشيخ عبد الرحيم أمين ـ يرحمه الله ـ بتنفيذ زخارفه وكتاباته المخطوطة بخط الثلث ، ولازال اسمه مدون على كسوة الكعبة المشرفة حتى الآن.
تلك كانت سيرة موجزة عن خطاط الكعبة المشرفة الشيخ عبدالرحيم أمين ـ يرحمه الله ـ الذي توفي عام 1420 هـــ ودفن في مقبرة المعلاة بمكة المكرمة ، رحمه الله واسكنه فسيح جناته .