في هذه الزاوية أتحدث كل يوم على مدار شهر رمضان المبارك بإذن الله عن شخصية تركت أثرا بارزا في المجتمع ، سواء كان هذا الأثر في مجال التعليم ، أو في المجال الاجتماعي ، أو الإعلامي ، فالهدف هو إشعار أبناء الجيل الحالي بالمعاناة التي وأجهت الرواد في حياتهم ، وكيف استطاعوا التغلب عليها .
حينما شرفني الدكتور عاصم حمدان ـ يرحمه الله ـ قبل سنوات من وفاته بإهدائي كتابه القيم ” اشجان الشامية ” ، أخذت أقلب صفحاته قارئا لما تحمله من ذكريات عن هذا الحي القريب من المسجد الحرام ، المليء بالتكافل الاجتماعي ، وازداد اعجابي حينما تطرق للحديث عن العمدة البصنوي ـ يرحمه الله ـ ، الذي كان أبا للصغير ، وأخا للكبير .
وفي هذه الأيام المباركة ونحن نحتفل بشهر رمضان المبارك ، وضمن سلسلة ” أعلام وضاءة ” الذي حرصت على كتابتها في هذه الأيام المباركة لنتذكر من رحلوا وتركوا اثرا في المجتمع ، وجدت من وأجبي الحديث عن العمدة عبدالله محمد بصنوي ـ يرحمه الله ـ الذي قضى عمره بخدمة سكان حيه ، وتشرف برفع الأذان من المسجد الحرام .
وعبد الله محمد بصنوي ، من مواليد مكة المكرمة عام 1329هـ ، نشأ وترعرع في مكة المكرمة ، وتلقى تعليمه بحلقات العلم في المسجد الحرام والكتاتيب ، عمل بالتجارة لكن كما يقال تجارة تجزئة بسيطة وفق إمكاناته المادية ، وكانت تجارته في مجال بيع السبح التي كان يصنعها بنفسه، وكذلك بيع الفول والسمن، ” وقد أشتهر الفول الذي يقوم بصنعه باللذاذة مما جعل أهالي الأزقة البعيدة يتوافدون إليه لشراء الفول منه ” .
وكان والده محمد بصنوي مؤذنًا بالمسجد الحرام ، وكذلك شقيقه حمزة بصنوي وابنه أحمد بصنوي ، لذلك لا غرابة أن يتولى الشيخ عبدالله بصنوي ـ يرحمه الله ـ الأذان بالمسجد الحرام ، خاصة أذان يوم الجمعة والعيدين .
توفي ـ يرحمه الله ـ عام 1412هـ ، تاركا خلفه العديد من الأعمال والمواقف الإنسانية التي لا تنسى .
رحمه الله واسكنه فسيح جناته وغفر له
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للتواصلashalabi1380@
ahmad.s.a@hotmail.com