في هذه الزاوية أتحدث كل يوم على مدار شهر رمضان المبارك بإذن الله عن شخصية تركت أثرا بارزا في المجتمع ، سواء كان هذا الأثر في مجال التعليم ، أو في المجال الاجتماعي ، أو الإعلامي ، فالهدف هو إشعار أبناء الجيل الحالي بالمعاناة التي وأجهت الرواد في حياتهم ، وكيف استطاعوا التغلب عليها .
علاقتي بالدكتور عصام خوقير ـ يرحمه الله ـ بدأت مع التحاقي بالعمل في جريدة النـدوة ، فطموحي كشاب مبتدئي بالعمل الصحفي يسعى لبناء علاقات جيدة وبروز اسمه بين زملائه جعلني أسابق الزمن واتواصل مع هذا وذاك ، فرغم عملي بقسم المحليات إلا أنني كنت حريص على المشاركة في الملحق الادبي الذي كان يحرره الأستاذ / محمد المفرجي ـ يرحمه الله ـ ، وصفحة ضيف النـدوة التي كان يشرف عليها الأستاذ / فوزي خياط ـ يرحمه الله ـ ، ومن خلال مشاركتي هنا وهناك بدأت علاقتي بالدكتور عصام ـ يرحمه الله ـ ، فأخذت أنشر في البداية بعضا من أخباره ولقاءات قصيرة معه ، وما زادني إعجابا بالدكتور عصام أسلوبه السلس ، وتواضعه ، واحترامه للجميع ، وكيف لا يكون كذلك وهو ابن خير البقاع مكة المكرمة ، ففيها كانت ولادته عام 1346 هــ ، وتلقى تعليمه العام بها ، ثم ابتعث إلى مصر لدراسة طب الأسنان ، وتخرج منها عام 1953م ، ونال درجة الماجستير من جامعة لندن 1957م .
يعد ـ يرحمه الله ـ أحد رواد الرواية والمسرح بالمملكة العربية السعودية ، استطاع من خلال تعاونه مع الإذاعة السعودية كتابة أكثر من خمسين عملاً إذاعياً من خلال برنامج “بسمات” الذي كان يقدمه أمين سالم رويحي في السبعينات الميلادية.
صدرت له كتب كثيرة منها: السعد وعد – رواية – عام 1401هـ/ 1981م، الدوامة – رواية – عام 1400هـ ، وفي الليل لما خلي – مسرحيات – عام 1390هــ ، وزغرودة منتصف الليل -قصص- 1408هـ/ 1988م، وشرخ في الحائط الزجاجي -رواية- 1415هـ/ 1995م، وعيلة أنس -مسرحيات- 1432هـ/ 2011م.
وتحولت روايته «السعد وعد»، إلى مسلسل تلفزيوني من بطولة الفنان القدير محمد الطويان بدور (حظيظ)، و”بكر الشدي” و”صالح الزاير” .
نال الدكتور عصام خوقير ـ يرحمه الله ـ احترام وتقدير الكثيرين ، وكرم من مهرجان الفرق المسرحية السادس بسلطنة عمان .
توفي أواخر ربيع الأول 1440هــ ، ودفن بمسقط رأسه مكة المكرمة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للتواصل :
ahmad.s.a@hotmail.com
ashalabi1380@