في هذه الزاوية أتحدث كل يوم على مدار شهر رمضان المبارك بإذن الله عن شخصية تركت أثرا بارزا في المجتمع ، سواء كان هذا الأثر في مجال التعليم ، أو في المجال الاجتماعي ، أو الإعلامي ، فالهدف هو إشعار أبناء الجيل الحالي بالمعاناة التي وأجهت الرواد في حياتهم ، وكيف استطاعوا التغلب عليها .
قبل الحديث عن شخصية اليوم ، أود أن أتوقف قليلا للإشارة إلى مقال سابق كتبته بصحيفة مكة الورقية يوم الأربعاء – 01 فبراير 2017 ، تحت عنوان ” عباس غزاوي.. لم ينصفه التاريخ ” ، أشرت فيه إلى أن الأستاذ / عباس فائق غزاوي ـ يرحمه الله ـ رغم كل ما قدمه من أعمال وخدمات طوال مسيرة حياته إلا أنه لم ينل ما يستحقه ، وهي وجهة نظر اردت من خلالها الإشارة إلى ضرورة الاهتمام بالرموز .
فالأستاذ عباس غزاوي ـ يرحمه الله ـ المولود في مكة المكرمة عام 1351 هــ ، والذي تلقى تعليمه الأولي بها ، وانطلق للدراسة الجامعية بمصر من خلال مدرسة تحضير البعثات ، وحصل منها على شهادة البكالوريوس في القانون من جامعة القاهرة ، تعلم اللغات الإنجليزية والفرنسية والإيطالية .
ودخل العمل الحكومي من خلال مجالين :
الأول المجال الإعلامي : فعمل كمذيع ، ومقدم برامج ، ثم انتقل للمجال الصحفي ليعمل مشرفا للتحرير في صحيفة أم القرى ـ جريدة الدولة الرسمية ـ ، ويعود بعدها للعمل الإذاعي مديرًا عامًا للإذاعة.
ومن المؤكد أن الكثير من أبناء جيلا يعرف جيدا ذلك البرنامج الإذاعي الشهير ” بابا عباس ” ، وهو برنامج خاص للأطفال ، تمكن من خلاله الغزاوي ـ يرحمه الله ـ أن يبث رسائل تربوية وتعليمية عبره للأطفال .
الثاني المجال السياسي : فكان انتقاله من المجال الإعلامي للمجال السياسي ، بداية لتوليه العديد من المناصب ، إذ كُلف بالعمل كوزير مفوض في عام 1970 ، ثم عمل في سفارة المملكة العربية السعودية لدى إيطاليا عام 1970 م ، ثم تولى في عام 1972 منصب سفير المملكة العربية السعودية لدى تشاد ، وفي عام 1984، عُين سفيرًا للمملكة العربية السعودية لدى تونس ، انتقل بعدها للعمل كسفير للمملكة العربية السعودية لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية في الفترة من 9 أبريل 1986 إلى 22 أكتوبر 2001، وفي 27 سبتمبر 2000، نقل مقر السفارة السعودية من بون إلى برلين ، حصل على وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الممتازة عام 1398 هــ .
توفي الأستاذ عباس فائق غزاوي ـ يرحمه الله ـ يوم الأثنين 26 جمادى الآخرة 2005 م ، ودفن بالمدينة المنورة ، رحمه الله واسكنه فسيح جناته وغفر له