في هذه الزاوية أتحدث كل يوم على مدار شهر رمضان المبارك بإذن الله عن شخصية تركت أثرا بارزا في المجتمع ، سواء كان هذا الأثر في مجال التعليم ، أو في المجال الاجتماعي ، أو الإعلامي ، فالهدف هو إشعار أبناء الجيل الحالي بالمعاناة التي وأجهت الرواد في حياتهم ، وكيف استطاعوا التغلب عليها .
اعتدت بين الفينة والأخرى أن أقلب بعض الصحف القديمة ، لأقرا ما حملته من أخبار وما تحقق منها ، إضافة إلى ما خطه بعض الكتاب في بداياتهم من مقالات وما تناولوه من طرح ، للاستفادة مما تناولوه .
كتب الأستاذ / تركي الدخيل عن عمر المضواحي ـ يرحمه الله ـ قائلا : ” لم يكن عمر المضواحي، يرحمه الله، صحافيا عاديا، بل كان حارس مهنة لا يقبل بأنصاف الحلول، ولذلك كان يقول كلمته ويمضي، مؤمنا بأن رزقه على الله .
كان البارع الأكبر في الصحافة الاستقصائية، حين عمل بمؤسسات عديدة من بينها مجلة «المجلة» وجريدتا «الوطن» و«مكة» ، مزج التاريخ بالصحافة في أعماله وكتاباته التي تتبع من خلالها الآثار النبوية، في المدينة ومكة، فهو مؤرخ مكة وكاتب سيرة أماكنها وتفاصيلها ”
ولأنه مزج التاريخ بالصحافة فكان من مؤسسي ” مبادرة (معاد) المعنية بتعزيز الهوية المكية والمحافظة على آثار مكة وتاريخها العريق” .
والمضواحي المولود في مكة المكرمة ، والذي تلقى تعليمه بها ، واصل دراسته الجامعية بالتحاقه بجامعة الملك عبد العزيز بجدة ، ليتخرج في كلية الإعلام ، ويبدأ رحلته العملية متنقلا بعدة صحف منها صحيفة الشرق الأوسط ، وصحيفة المسلمون ، والتي كان فيها صاحب أول صورة تُلتقط من داخل الكعبة في تاريخ الصحافة السعودية ، كما عمل في مجلتي اقرأ والمجلة ، وصحيفة الوطن ، وكتب القصة الصحفية بصحيفة مكة .
عشقه للتراث وارتباطه بالصحافة جعله محط أنظار ومتابعة الكثيرين فوصفه الأستاذ محمد العصيمي بــ ” حبيب مكة ” عبر مقال حمل هذا العنوان قال فيه : ” يكفي أن تقرأ موضوعه في صحيفة مكة: «الموت في مكة.. حياة» لتعرف كم يعشق هذا (المؤمن) القريب من التصوف بطاح مكة وبقاعها وجبالها وقبورها التي تطوي أجسادا طاهرة من عصر النبوة. وهو، لذلك، يكون أجرأ وأرفع صوتا وغير مبال بالعواقب إذا ما تعلق الأمر بالمنافحة عن حق مكة في أن تحتفظ بسيرتها التاريخية والتراثية الطويلة العطرة. وأكاد أقول إنه كان تاريخا (مكاويا) حديثا متنقلا لا يشبع من الحديث عن (حبيبته) ولا تمل أنت من سماع حديثه عن هذه الحبيبة التي يؤثرها على نفسه “.
هكذا عاش الأستاذ عمر المضواحي عاشقا لمكة المكرمة وتراثها ، حتى توفي يوم السبت 8 ربيع الأول 1437 هــ ، ودُفن في مقبرة المعلاة بمكة المكرمة ، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وغفر له .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للتواصل
ashalabi1380@
ahmad.s.a@hotmail.com